السلفية الوهابية والحوثيين.. اعداء المتاحف والآثار التاريخية والتراث الإنساني

"الشعوب المتحضرة والشعوب المتخلفة".

اثناء مهاجمة القوات الالمانية لفرنسا في الحرب العالمية الثانية اجتمع قائد القوات الألمانية بمرؤوسيه من القادة ووضع نقاط حمراء على الخارطة حدد بها مواقع لاينبغي استهدافها وتحت أي مبرر.. فسأله أحد الضباط عن سبب تأكيده على عدم استهداف تلك المواقع.. فكان رده أن تلك المواقع هي معالم اثرية ينبغي الحفاظ عليها، لأنه في حالة تدميرها سيصف العالم والتاريخ الألمان بأنهم شعب غير حضاري ومتخلف. وكان من أبرز تلك المعالم متحف اللوفر الفرنسي الشهير وبرج ايفل بباريس وغيرهما.

هذا مثال عن الشعوب المتحضرة.. أما الشعوب غير المتحضرة والمتخلفة فلدينا امثلة كثيرة.. المثال الاول تجسد فيما قامت به حركة طالبان في أفغانستان وتنظيم داعش في العراق وسوريا من تدمير للمعالم الاثرية التي لاتقدر بثمن بحجة أنها أصنام وثنية.

والمثال الثاني حدث في اليمن فعندما قام علي عبدالله صالح بغزو الجنوب عام 1994م قام أعوانه بتدمير ونهب أهم المتاحف والمواقع الاثرية في الجنوب ومنها نهب المركز الوطني لوثائق الدولة في عدن ومكتبتي التلفزيون والاذاعة وتدمير النصب التذكاري للشهداء بحجة أنه صنم وغير ذلك كثير من الجرائم.

وعندما غزا الحوثيين الجنوب عام 2015م تم تدمير عدد من المعالم الاثرية ومنها المتحف العسكري بعدن وقصر امارة الضالع.

ولأن التخلف لا يقتصر على قيادات ومجتمع الشمال وإنما يسود قيادات ومجتمع الجنوب فقد قام السلفيون الوهابيون بتدمير كثير من المعالم التاريخية في الجنوب بحجة أنها أضرحة أشخاص ووجودها هو شرك بالله.

كتبت عدة مقالات عن هذا العبث السلفي الوهابي وآثاره البشعة، وكذا طالبت باعادة بناء قصر إمارة الضالع باعتباره أهم معلم أثري في منطقة الضالع ولاسيما إن جزء منه ما يزال باقياً مما يسهل اعادة بنائه كما كان، وقبل أن ينهار مع هطول الأمطار.. وذلك من خلال قيام السلطة المحلية بجمع التبرعات من المواطنين والتجار.. فكان رد المعنيين بالأمر بأنهم مهتمون بأستعادة دولة الجنوب بينما أنا مهتماً بمجموعة قبور وأحجار واخشاب ليس لها قيمة.

كان ردي عليهم بما أنكم لم تعملوا على اعادة بناء أهم معلم أثري في منطقتكم فمن المستحيل عليكم استعادة دولة الجنوب التي تعد المعالم الاثرية والتاريخية من اهم مقوماتها.. فحضارة الماضي هي ركيزة اساسية لحضارة المستقبل.

المواطن/ محمد عباس ناجي الضالعي.