رسم الجنوبيون في محافظة شبوة بأجسادهم لوحة عظيمة في حب الوطن والاصطفاف دفاعًا عن أمنه واستقراره في مرحلة توصف بأنّها واحدة من أشد مراحل التاريخ خطورة على الجنوب وقضيته.
ثورة شبوة الغاضبة كانت موجهة بالأساس ضد السلطة الإخوانية التي سلّمت المديريات لصالح الحوثيين، في مشهد تآمري أعاد نفوذ المليشيات المدعومة من إيران إلى الجنوب من جديد.
وفيما حملت فعالية الثلاثاء رسائل شديد الأهمية وعبّرت عن القوة الشعبية التي يملكها الجنوب وشعبه في مواجهة هذه المؤامرات الشريرة، فإنّ سيناريوهات وتصورات ما بعد هذا المشهد يبقى الأمر الأكثر أهمية في المرحلة المقبلة.
سياسيًّا، يُنتظر من المجلس الانتقالي الجنوبي أن يمارس عملًا دبلوماسيًّا متسع النطاق، يُطلع فيه العالم على ما يتعرض له الجنوب منذ فترات ليست بالقصيرة، إذ يعاني الوطن من إعادة نفوذ التنظيمات الإرهابية، وأيضًا الصعوبات التي يعيشها الجنوبيون من جرّاء حرب الخدمات المستعرة.
هذا الدور سيحمل أهمية كبيرة بالنظر إلى حجم الضغط الذي يُشكله على الشرعية الإخوانية التي لطالما سعت إلى تهميش القضية الجنوبية وحشرها بين بوتقة ضيقة لا يُسمع فيها صوت الناس ولا مطالبهم بحياة آمنة ومستقرة.
ولعلّ رعب الشرعية من سيناريوهات الفترة المقبلة هو ما دفعها إلى تكثيف وتيرة تنسيقها مع المليشيات الحوثية، عبر التوسع في تسليم المواقع والمناطق للمليشيات المدعومة من إيران، التي وجدت نفسها تُسيطر على مناطق استراتيجية بالجنوب دون أي جهود عسكرية بذلتها.
يمثّل هذا الأمر خطرًا كبيرًا على واقع الجنوب وقضيته العادلة باعتبار أن الغرض الرئيسي له هو عرقلة تحركات الجنوبيين نحو استعادة دولتهم لما يحمل ذلك من ضربة قوية لمساعي قوى الاحتلال اليمني.
مواجهة هذه المؤامرة الخبيثة تتطلب جهودًا واسعة النطاق من قِبل القيادة الجنوبية التي يُنتظر منها أن تبني على ما تحقّق وتعمل على تحريك دفة الأمور نحو تحقيق المزيد من المكاسب السياسية والعسكرية تلبية لما يتطلع له الجنوبيون.
*- شبوة برس ـ المشهد العربي
#الشعب_يريد_تحرير_شبوه