رن هاتفي الجوال أثناء تواجدي مع زميل لي في جلسة تجمعني مساء كل أربعاء في إحدى الزوايا المطلة على معلم خور المكلا السياحي , فتوجّعتُ حينها بخبر وفاة شيخنا صالح عمر بابعير الذي وافته المنية عن عمر ناهز مايقارب التسعين , مساء يوم الأربعاء 19/6/2013م بعد أن كان طريحَ الفراش لثلاث سنوات, لتهتز مدينة المكلا إثرَ ذلك .
اعتصرنا الألم وخيم وأرسى على قلوبنا الحزن, كيف لا وقد رحل عنا خيرة رجال المكلا عنها , كم هي قاسية لحظات الفراق , إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن ولا نقول إلا مايرضي الرب وإنا على فراقك ياشيخَ لمحزونون ولكن عزاءنا في فقدك أنه سبحانه وتعالى قال في كتابة (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ) فإيماننا بقضاء الله قد هون علينا ذلك .
لازلت أتذكر جيداً قبل الخمس سنوات جلسات الشيخ صالح عمر بابعير –رحمه الله تغشاه- بعد صلاة الفجر يُرتل القرآن مع خيرة الرجال إلى بزوغ الفجر , تم يتوجه إلى مقهى صالح باشميلة –رحمه الله عليه – للجلوس فيها لبعض الوقت , كان رحب الصدر , بشوش الوجه مبتسم متعاون متسامحاً محبوباً لدى الجميع يمدُّ يد العون والمساعدة لكائن من كان , محباً للعمل الخيري , لم أره يوماً غاضباً طيلة السنوات التي عرفته , لأجل ذلك أنطقت الألسن بالدعاء الصالح له كل من سمع بخبر الوفاة , نعم الجار كان ومازال فقد يغيب عنا جسد هذا الرجل , لكن أفعاله وتأثيرها ستبقى محفورة مدى الدهر في ذاكرة العارفين به , مازالت نبرة صوته تقرع باب أذني كيف لا وهو عاشق الفجر وشيخ المؤذنين , رحم الله الشيخ وأسكنه فسيح جناته وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون
*لمسه وفاء
سألني أحد الأصحاب : هل سيبقى صوت شيخنا الكريم في إذاعة المكلا أم سيرحل برحيله ؟
* نشر في صحيفة 30 نوفمبر , العدد (50) الاثنين 24/6/2013م