باعوم والعودة الغامضة.

سأوجه رسالة مختصرة للقائد الأب حسن باعوم بعيدا عن التملق والاسفاف والانكار والجحود وأتمنى أن توصل الرسالة الى صاحبها .

والدي العزيز:

اظن أنك تتذكر زيارتك الى يافع بدايات الحراك الجنوبي تحديدا عند وصولك الى مناطق سباح حينما تم

محاصرتك من قبل الأمن المركزي والقوة التابعة لنظام صنعاء انذاك بغرض القبض عليك وارسالك الى سجون صنعاء ،وباتصال واحد من المناضل الراحل عبدالله الناخبي تداعت يافع بمكاتبها العشرة وجاءوك مثل السيل لنصرتك وبلمح

البصر رضخت القوات العفاشية واستسلمت امام السيل الثوري الكبير الذي جاء يفديك بدمه وروحه ، وقد

كان لي شرف المشاركة حينها وكنت من ضمن الفوج البشري الذي  جاء لمساندتك ، واعتقد إنك لا تنسى الموكب العظيم الذي شاركك اثناء

الرحلة والعودة عندما وصلت أول سيارة منطقة رصد وآخر سيارة في السعدي والجميع يردد بالروح بالدم نفديك يا باعوم فإياك أن تخذلهم .

الزخم والشعبية التي اكتسبتها والاحترام في قلوب أبناء الجنوب لا يساوية ثمن أو منصب او جاه فإياك أن تفرط

فيه أو تخسره في لحظة لم تكن بمحل التقدير  .

ارحب بك وبعودتك الى الوطن كرمز جنوبي وأتمنى أن تكون العودة في اطار رأب الصدع ولملمة الشتات واصلاح البيت ضمن التقارب والتصالح

الجنوبي ، فإن كانت العودة مبنية على هذا الأساس فنعم العودة ونعم الرأي ونعم القائد وسيضاف لك مجدا وحبا وتقديرا الى

قلوب الأحرار ، وإن كانت العودة عكس ذلك ومزيدا من التشظي والتباينات وتنفيذ لسياسات

خارجية أخرى بغرض التصادم الجنوبي فصدقني لن يكون لك النجاح وستكون أكثر الخاسرين ولن يلتف حولك الا اصحاب المصالح والمرتزقة الذين يؤمنون بالمال قبل الوطن وأنت تعرف أنهم سيكونون أول المتخاذلين من حولك اذا احتجت اليهم .

لقد واجه المجلس الانتقالي كثيرا من المؤامرات والحروب العسكرية والسياسية ولكنه استطاع أن يتغلب على الجميع وظل قويا متماسكا وذهب كل المتآمرين وبقي الانتقالي ثابتا .

لا ننكر ان هناك تقصير وسلبيات في الانتقالي وهي أمور طبيعية وواردة في أي مرحلة تحررية انتقالية ولكن بوقوفكم الى جانب الانتقالي ووقوف

الشرفاء من خلال تقديم المصلحة العامة للجنوب باحياء روح التصالح وتقديم الشورى والتقارب بإذن الله سنتجاوز كل ذلك افضل من الابتعاد

وانشاء تكوينات أخرى تجعلنا كهشيم تذروه الرياح .

هذه نقطة فاصلة بالنسبة لك ولتاريخك النضالي يا أما يكون لك موقف ايجابي تدخل به التاريخ أو موقف سلبي يخرجك من التاريخ وتخسر معه قيمة ومكانة تاريخية مكنونة لك في قلوب الأحرار .

#زيد_بن_يافع