كانوا يحتفون باحتجاجات عدن التي خرجت تطالب بالخدمات الضرورية بعد ما دمرتها شرعية ٧/٧ وورثاؤها في الشرعية الجديدة، وحولوها إلى مجرد ذكريات تحكيها الجدات للأطفال قبل النوم، ونحن كنا مع مطالب المواطنين المشروعة قبل أن يتسلل إليها قليل من الطفيليين والزعران ليحولوها إلى حالة من الشغب والتخريب وقطع الطرقات، والتظاهر ضد القرود ونسوا الحيتان والأوباش والذئاب الهاربة.
وفي موقفٍ غرائبي مدهش، وبينما كانوا يحتفون مثلنا بتلك المظاهرات في عدن كانوا يحذرون من أية مظاهرات أو احتجاجات في شبوة بالذات فثمة كائنات مقدسة يجب عدم خدش مشاعرها باتجاه المطالبة بالخدمات والتقليل من الفساد ومحاربة الإرهاب والقمع والتنكيل الرسمي والكف عن مصادرة حريات الناس من خلال الملاحقة والتضييق والقتل المباشر وبالرصاص الحي.
لكن شبوة أكدت كعهدها أنها مركز إباء وقلعة مقاومة ومنبر انتصار للحق والحقيقية، وأثبت أبناء شبوة أن الدبابات والأطقم لا تهز لهم إرادة ولا تلين لهم قناة.
خرج أبناء شبوة في فعالية سلمية كعادتهم منذ ٧/٧/٢٠٠٧م لكن القادة المذعورين أدعياء القدسية ومحتكري الشرعية استنجدوا كعادتهم بالأطقم والدبابات وقوافل الجنود وبنادقهم ورصاصهم، ومع ذلك مضت إرادة الشبوانيين السلمية وبرهنت أنها أقوى من القاصفات والقاذفات وكل أشكال أدوات القمع وأصنافها.
* * *
أطرف وأظرف ما في المشهد السياسي والأمني في شبوة أن الذين يحمون (الشرعية) فيها مستوردون من خارجها وإن توكأوا على عكاكيز محلية لا وظيفة لها سوى أن تلعب دور الديكور الذي يغلف القوة المستوردة التي تحمي السلطة في شبوة من أبناء شبوة الأُصليين.