محاكمة مصر للفكر السلفي: خطوة لفضح المتطرفين أم بداية لصدام محتدم؟

2021-08-10 05:41
محاكمة مصر للفكر السلفي: خطوة لفضح المتطرفين أم بداية لصدام محتدم؟

صورة تعبيرية من أرشيف شبوه برس

شبوه برس - متابعات - القاهرة

 

حسين يعقوب.. برّأ نفسه وأدان السلفيين وحطم آمال إخوان مصر.

 

تقترب الحكومة المصرية أكثر فأكثر من مواجهة مباشرة محتدمة مع التيار السلفي خاصة بعد استدعاء أهم قطبين سلفيين في العقد الأخير، وهما الداعية محمد حسين يعقوب والداعية محمد حسان للمحكمة من أجل سؤالهما عن علاقتهما بأحد أخطر التنظيمات الإرهابية.

 

القاهرة – أصبح السلفيون في مصر على بعد خطوات من الدخول في معركة محتدمة مع الحكومة بعد قرار محكمة جنايات القاهرة بضبط وإحضار أهم قطبين سلفيين في العقد الأخير، وهما الداعية محمد حسين يعقوب والداعية محمد حسان لسؤالهما عن علاقتهما بواحد من أخطر التنظيمات المتطرفة التي ارتكبت العديد من الحوادث الإرهابية.

 

وقد امتثل الأول للمحكمة وأدلى بشهادة مثيرة أمامها الثلاثاء، ومن حيث أراد تبرئة نفسه أدانها، واعترف بأن تعليمه محدود وتراجع عن غالبية فتاواه.

 

وأحدثت اعترافات يعقوب صدمة داخل التيار السلفي وأنصاره، حيث أنكر الرجل انتماءه للسلفية، برغم عضويته لسنوات طويلة بمجلس شورى علماء الجماعة، وهو أحد أبرز أقطابها الذين جرى توظيفهم لتغذية المجتمع بالأفكار المتشددة.

 

وكان محامي المتهمين أكثر ذكاء عندما طلب من المحكمة استدعاء يعقوب وحسان، باعتبارهما السبب الرئيسي في زرع الأفكار التكفيرية في عقول أعضاء الخلية الإرهابية على مدى سنوات طويلة من خلال الخطب والفتاوى التي يقومان ببثها على فضائيات ومواقع إلكترونية حول الجهاد وتكفير الأقباط والخلافة الإسلامية.

 

مجرد وقوف يعقوب أمام القاضي لسؤاله عن الفتاوى التكفيرية قد يكون نقطة مفصلية في علاقة الدولة المصرية بالتيار السلفي

 

ويواجه المتهمون في الخلية التي تسمى بـ”داعش إمبابة” تهما كثيرة، بينها إنشاء جماعة إرهابية بغرض الدعوة للإخلال بالنظام العام، وتعريض سلامة المجتمع ومصالحه وأمنه للخطر، وممارسة العنف والترهيب والاعتداء على الحريات الشخصية والعامة، والإضرار بالوحدة الوطنية والسلم الاجتماعي والأمن القومي، والدعوة للتكفير.

 

وأقدم عناصر الخلية الإرهابية على ارتكاب وقائع عنف وإرهاب بحق رجال الشرطة والقضاء ومعتنقي الديانة المسيحية واستحلال دماء الأقباط وأموالهم وممتلكاتهم والسعي لهدم دور عباداتهم، والتحريض على تغيير نظام الحكم بالقوة، ليكون إسلاميا يطبق الشريعة على أصحاب كل الديانات، وإلغاء العمل بالدستور والقانون المدني.

 

ويمثل استدعاء يعقوب ومواجهته محاكمة علنية للفكر السلفي الذي طالما اعتمد شيوخه وقادته على إصدار فتاوى متشددة، وسّعت دائرة التكفير داخل المجتمع بعدما عمدوا على مدار سنوات للتسلل إلى الناس بخطب كرّست التحريم وشرعنت القتل.

 

ومجرد وقوف يعقوب (وحسان لاحقا) أمام القاضي لسؤاله عن الفتاوى التكفيرية التي أصدرها واقتنع بها المتهمون بارتكاب وقائع عنف وقتل قد يكون نقطة مفصلية في علاقة الدولة بالتيار السلفي عموما، وشيوخه على وجه الخصوص، لأن إثبات تتلمذ عناصر الخلية الإرهابية فكريا على منهج السلفيين لن تمرره الحكومة، بل يمكن أن تنطلق من خلاله لوأد هذا الفكر.

 

مناكفات عن بُعد

يوحي التركيز الإعلامي من جانب المؤسسات التابعة للحكومة على القضية والاهتمام بمتابعة تفاصيلها بدقة، والتصعيد ضد الأقطاب السلفية ونشر الخطب القديمة لهم وفيها دعوات تروج للتطرف والعنف، بأن هناك إشارات سياسية لقرب احتدام الصدام بين الحكومة والسلفيين، وأن محاكمة أفكار القطبين بداية قد تتبعها تحركات أخرى.

 

السلفيون رغم كونهم من التيارات التي تميل إلى نشر الفكر أكثر من إنشاء تنظيم مثل الإخوان المسلمين، إلا أنهم اعتادوا التعامل بدهاء في سبيل نشر النهج التكفيري الذي يؤمنون به، وتراهم لا يروجون للعنف بشكل مباشر، لكنهم يحرضون عليه علانية، ويكفّرون الأقباط، من دون مطالبة صريحة بهدم كنائسهم أو سفك دمائهم علانية.

 

أزمة الكثير من الشباب وأرباب الأسر أنهم تعاملوا مع رؤوس السلفية في مصر باعتبارهم أمراء وليسوا شيوخا، طاعتهم واجبة وأوامرهم نافذة وفتاواهم مقدسة

 

هذه عقيدة السلفية، حيث لا يستهويهم الصدام المباشر مع الدولة، ويناكفونها من أبعد نقطة كي لا يضعون أنفسهم تحت مقصلة القانون، فشيوخهم، مثل إسحاق الحويني ومحمد حسين يعقوب ومحمد حسان وغيرهم، هم الذين حرموا تهنئة الأقباط في الأعياد أو مصاحبتهم واتهموا كل من يدعو للمدنية بأنه مرتد عن الإسلام، وهي دعوة غير مباشرة لقتله.

 

وتعد مواجهة تكفيريين بشكل مباشر وعلني مع الدعاة الذين زرعوا في عقولهم الأفكار التكفيرية، سابقة أولى من نوعها يمكن الاستفادة منها، على الأقل لإقناع الناس بأن شيوخ السلفية ليسوا ملائكة، فالجلباب الأبيض واللحى الطويلة والأسلوب العاطفي هي ستار يتخفى وراءه متهمون بنشر التشدد والعقيدة الجاهلية وترهيب أصحاب الديانات الأخرى والتحريض على العنف وضرب الاستقرار باسم الشريعة.

 

ولدى السلفي حسان تسجيلان شهيران أحدهما بعنوان “تحريف الإنجيل” والثاني “قصة الصليب”، وكلاهما يحرض ضد الأقباط ويدعو ضمنيا لاستهدافهم، حيث يقول “لو قرأت فقرات من مضمون الإنجيل تصاب بالغثيان، لأن كلها جنسية وأخشى على زوجتي من الاطلاع عليها”، ما دفع محاميا مسلما لمقاضاته بتهمة الإساءة للإسلام والمسيحية.

 

الخطب الرنانة

أزمة الكثير من الشباب وأرباب الأسر أنهم تعاملوا مع رؤوس السلفية في مصر باعتبارهم أمراء وليسوا شيوخا، طاعتهم واجبة وأوامرهم نافذة وفتاواهم مقدسة وآراؤهم لا يجب مخالفتها ولو كانت تعارض القرآن والسنة، فهم الذين فسروا كل حديث شريف وآية قرآنية بما يخدم الفكر السلفي لتتوسع قواعده ويستطيعون من خلاله منافسة تنظيم الإخوان المسلمين.

 

واعتمد شيوخ السلفية في تسعينات القرن الماضي على نشر الخطب الرنانة عبر أشرطة الكاسيت، وتسللوا تدريجيا إلى شبكة الإنترنت، ومنها إلى القنوات الدينية التي كانت منتشرة على نطاق واسع في ذروة التوترات السياسية التي أعقبت ثورة 25 يناير 2011، حتى بدايات عام 2014، ونجحوا في الوصول بفتاواهم المتطرفة لأكبر قاعدة مجتمعية في مصر من خلال الشاشات.

 

وقال محامي المتهمين في القضية إن لديه ما يثبت أن عناصر الخلية التي يتزعمها أبوعبيدة المصري ضحايا لفكر سلفي زرع في عقولهم أفكارا متشددة، قادتهم نحو ارتكاب وقائع وهم تحت تأثير فتاوى دينية، وهذه ورطة للسلفية عموما، لأن أقطابها لديهم خيار واحد للخروج من هذا المأزق، وهو التبرؤ من كل الفتاوى التكفيرية التي أصدروها في الماضي.

 

ويرى متخصصون في شؤون الجماعات المتطرفة أن المعضلة ليست في تراجع رؤوس التيار السلفي عن فتاواهم المتشددة التي كانت أساس قيام تنظيمات جهادية متطرفة، بل في الأفكار التي ترسخت في عقول الناس على مدار سنوات طويلة مضت، وصار يصعب تغييرها بسهولة، لأن السلفية سوف تصدر لكل فئات المجتمع.

 

وقال هؤلاء إن أقطاب السلفية هم أساس العنف والتشدد داخل المجتمع، ويجب على الحكومة استثمار الفرصة بفضح أفكارهم وفتاواهم التكفيرية أمام المجتمع، لأن محاكمة الفكر السلفي صارت ضرورة حتمية، باعتبار أن مواجهة الإرهاب دون التصدي للفكر الذي يؤسس له ويدعمه ويروج له لا قيمة لها.

 

ورأى منير أديب الباحث المتخصص في شؤون التنظيمات المتشددة أن الفكر السلفي هو الأخطر على الساحة من جماعة الإخوان، لأن السلفية بطبيعتها قائمة على الفكرة، وهو ما يصعب مواجهته وتفكيكه، وجميع التنظيمات الجهادية التي تمارس العنف والتطرف والترهيب تأسست على نهج أقطاب سلفية ومارست مهمة الترويج للعنف بالفتاوى التكفيرية.

 

وأوضح لـ”العرب” أن استدعاء يعقوب (وحسان) إلى المحكمة لمناقشته في أفكاره المتطرفة قد يكون نقطة مفصلية في علاقة الحكومة بالسلفيين، وهذه خطوة يمكن توظيفها لشن ضربات متلاحقة تستهدف دعاة التشدد وشيوخ التطرف الذين يشرعنون كل تصرف يقوم به الإرهابيون ويقدمون لهم المبررات الدينية الكافية.

 

ولفت إلى أن السلفيين بطبيعتهم لا يدعون إلى العنف، بل للكراهية، ليتولد بعدها التكفير ويقود إلى الإرهاب، وهناك علاقة وثيقة بين الأقطاب السلفية والتنظيمات الجهادية، بدليل أن الجماعة الإسلامية المسلحة من أشد التيارات التي تؤمن بالفكر السلفي وتطبقه وتتعامل معه باعتباره الوقود الذي يغذي عناصرها بالجهاد والتكفير.

 

وثمة شواهد كثيرة تبرهن هذا الطرح، بينها أن الداعية السلفي حسان كان على رأس الذين طالبوا الشباب العربي بالجهاد ضد الجيش السوري، وأفتى بأن ذلك واجب على كل مسلم بالنفس والمال، ودعا إلى تزويد الجهاديين بالسلاح، واستجاب له الكثير من الشباب لينضموا إلى صفوف تنظيم داعش ومارسوا كل أنواع العنف وسبي النساء تحت مسمى الجهاد.

 

 

سامح عيد: تطهير مصر من السلفية يتطلب اعتذار رؤوس التنظيم

 

ومن بين هؤلاء، شاب يُدعى محمد يحيى، سبق وأجرى الكاتب العالمي روبرت فيسك حوارا معه بعدما أسرته قوات الجيش السوري وقال إنه انضم إلى داعش بتأثير خطب الشيخ حسان الذي كان يقوم بتوزيعها مجانا على شرائط فيديو، ويبين فيها ما يرتكبه النظام السوري من مجازر بشعة تستدعي الجهاد ضده والموت في سبيل الله، حتى اقتنع وصار جهاديا.

 

وعندما أفرجت السلطات المصرية عن الأوراق الرسمية للقضية المتهم فيها الإرهابي عادل حبارة الذي قتل عددا من عناصر الجيش المصري في سيناء، تبين أنه كان من تلاميذ القطب السلفي حسان، حيث تأثر بخطبه وفتاواه عن الجهاد وقتل المرتد والدعوة إلى تطبيق الشريعة ومواجهة كل من يعترض ذلك.

 

وقال حبارة في أوراق القضية، قبل تنفيذ حكم الإعدام عليه، إنه كان يسافر خصيصا للجلوس أمام الشيخ حسان في أيّ مسجد يذهب إليه، والدروس التي كان يلقيها تركزت على الغضب من عدم تطبيق النظام للشريعة، وتعلم خلال المحاضرات النسك والولاء والبراء ومبدأ الحاكمية، وانتهت قناعاته بحتمية مواجهة من يحكمون بغير الشريعة، وبغض الجيش والشرطة لأنهم يعطلون أحكام الله.

 

قرارات حاسمة

يؤكد مراقبون أن محاكمة الفكر السلفي الذي أسس للتطرف عبر عقود طويلة أكبر من مجرد محاكمة لأقطابه ورموزه، لأن المواجهة تتطلب قرارات حاسمة وحازمة، وتوقف الحكومة عن أخطائها بالصمت عن الفتاوى التكفيرية التي صارت تصدر علانية من شيوخ سلفية، مثل الدعوة لمقاطعة الأقباط وهدم الكنائس وتحريم توليهم المناصب وفرض الحجاب بالقوة.

 

الشق الآخر أن تكون الحكومة لديها عزيمة وإصرار على الدخول في معترك فكري وفقهي مع السلفيين عموما، على أن تكون البداية بضرب الأساس الذي نشأت عليه أفكارهم، فلا يمكن سن قوانين صارمة تقضي بحبس متصدري الفتوى بغير تخصص، وتكون هناك فتاوى تكفيرية صريحة من أشخاص معروفة ولا تتم مساءلتهم أو إسكاتهم بالأمر المباشر.

 

صحيح أن الحكومة لديها حسابات سياسية معقدة قد تحول دون الدخول في معركة مع السلفية في الوقت الراهن، لأن أغلبية المجتمع متدين بالفطرة وربما يتم توظيف ذلك على أنه حرب ضد الإسلام، لكن هناك أدوات أخرى كثيرة يمكن استغلالها لتحجيم نفوذ السلفيين وضرب أفكارهم في مقتل، مثل استثمار مواجهة المحكمة ليعقوب.

 

ونسف يعقوب أمام المحكمة كل قواميس التحريم التي سطرها عبر عقود، بإنكاره جميعها داعيا إلى التعامل معها كرؤى شخصية لا أصل لها في القرآن والسنة والنبوية، ما يعني التبرؤ من الجهاد وتحقير المرأة وتطبيق الشريعة وتحريم فوائد البنوك وتهنئة الأقباط ومحاربة القانون المدني.

 

ويمثل تراجع قطب سلفي بارز بحجم يعقوب عن فتاواه التكفيرية انتكاسة لتيارات الإسلام السياسي عموما، لأن أغلب التنظيمات المتطرفة التي خرجت من رحم هذه الجماعة الأصولية كانت تحتمي بالخطب والأحاديث الدينية لهؤلاء الشيوخ لإضفاء الشرعية على تصرفاتها.

 

وعندما سُئل يعقوب في المحكمة عن قتل أفراد الجيش والشرطة والأقباط، أجاب بأن سفك دم المسلم حرام، وعندما قاطعه القاضي عن المسلم وغير المسلم، تلعثم في كلامه وأقر بأن قتل كلاهما محرم، وفي مناسبة ثانية أنكر علاقة هدم الكنائس بالإسلام، وقال إن ذلك ليس من الجهاد في شيء.

 

وقال أحمد سلطان الباحث المتخصص في شؤون الجماعات المتطرفة إن شهادة يعقوب “اعتراف علني بفشل مشروع السلفيين في مصر، بعدما نجح لفترة خلال حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك، وأتيحت له فرصة الانتشار بالمساجد، لكنه كشف زيف هذا التيار وقام بتعريته وأثبت أنه ليس مؤهلا لأن يكون وصيا على الفتوى”.

 

وأضاف سلطان لـ”العرب” أن يعقوب ضرب الفكرة التي تأسست عليها السلفية بعد اعترافه بأن قادة وشيوخ وعلماء التيار ليسوا علماء ولا رجال دين، وهو ما يخدم مصالح الدولة لعمل تصحيح شامل للأفكار والمفاهيم يسهل مهمتها في تجديد الخطاب الديني ولا يدخلها في صدام مع السلفيين بعدما فضحوا أنفسهم بأنفسهم.

 

التركيز على قضية يعقوب وحسان، والتصعيد ضد الأقطاب السلفية يوحي بقرب احتدام الصدام بين الحكومة والسلفيين

 

والتحدي الآخر أن المؤسسة الدينية الرسمية مازالت عاجزة عن استقطاب الشرائح المجتمعية التي تستفتي السلفيين في كل شيء بسبب خطابها الرسمي التقليدي الذي لا يستهويه الناس، كما أن الأزهر ووزارة الأوقاف ودار الإفتاء ليست لديها الداعية الذي يستطيع استرضاء المتدينين بنفس الأسلوب العاطفي الذي يتبعه أمراء السلفية.

 

وأكد سامح عيد الباحث والمتخصص في شؤون الإسلام السياسي أن تطهير مصر من الفكر السلفي يتطلب إرغام رؤوس وأقطاب هذا التنظيم على الاعتذار عن فتاواهم السابقة مع تحديد القضايا التي شوهوا فيها عقول الناس كمدخل لمراجعة المجتمع نفسه للأفكار التي جرت زراعتها في مخيلة أفراده على أيدي هؤلاء، لأن من تسبب في الشرخ عليه إصلاحه.

 

وأشار لـ”العرب” إلى أن يعقوب وحسان على وجه الخصوص سبق لهما الاعتذار عن التسرع في إصدار فتاوى وحسم قضايا دينية جدلية، دون الاستناد إلى القرآن والأحاديث، وكان رأيهما سابقا لما أقره الإسلام، وجرى ظُلم الناس ودفعهم إلى طريق خاطئ، لكنهما لم يحددا ما هذه الفتاوى وأيّ الآراء التي أصدراها وحملت أفكارا متشددة لإقناع المؤمنين بها أنهم على خطأ ويعتنقون وجهات نظر تكفيرية، لوثوقهم في شخصيات ارتدت الجلباب الأبيض وأطلقت اللحى وقدمت نفسها باعتبارها حاملة للدين الحقيقي، مع أنهم شوهوا الإسلام.

 

وسبق أن اعتذر أيضا الداعية السلفي الشهير أبوإسحاق الحويني في مقطع فيديو قال فيه “إن كل سُنة كنا نقول عنها إنها واجبة، ولم نكن نعرف الفارق بين الواجب والمستحب، وجنينا على الناس وأفسدنا كثيرا بحماس الشباب، ونادم على ما فعلت، لأن اهتمامي كان وضع بصمتي لأظهر للناس أنني إمام ومحقق، ولا أنكر أنني كنت متسرعا بحب الشهرة”.

 

ولفت عيد إلى أن أزمة المؤسسة الدينية أنها لا تمتلك أدوات واقعية لمواجهة الفكر السلفي ولا فضح أفكاره باستثمار أخطائه وجرائمه التي اعترف بها شيوخه الأساسيون، حتى الحكومة نفسها تبدو متراخية في مواجهة الإرهابيين وتركز على التصدي للإرهاب، لأن الإرهابيين الحقيقيين هم السلفيون الذين يكفرون ويبيحون الجهاد والسبي وسفك الدماء ومعاداة المدنية.

*- شبوة برس ـ صحيفة العرب