تصادف اليوم الذكرى الثانية لاستشهاد القائد الوطني ورجل المهمات الصعبة، الشهيد البطل منير محمود (أبو اليمامة).
يمكن كتابة الصفحات وربما المجلدات عن الشهيد البطل، لكن كل ما يمكن كتابته قد لا يفي الرجل حقه، ببساطة لأن مأثرته ارتبطت بقضية أكبر من الأفراد والجماعات والأحزاب والكتائب، وهي قضية وطن وأمة ومستقبل.
أبو اليمامة لم يولد وفي فمه ملعقة من الذهب، بل جاء من شوامخ الجبال الوعرة ومن قرى الارياف ذات التضاريس الخشنة وظروف الحياة الصعبة وقد رسمت تلك الظروف بصماتها على طباعه وبساطته ونخوته و طباعه وشهامته واجتراحه المعارك وتحمله الشدائد وخروجه منها منتصراً على خشونتها ومشقاتها.
في ملامح وجهه وفي نبرات خطابه وفي كل أفعاله كانت تتجسد خصائص النقاء والشجاعه والإيثار والتلقائية النبيلة.
كانت احلامه اكبر من جسده النحيل وتطلعاته أوسع من قامته الصغيرة.
لم يفكر بقطعة أرض أو رصيد بنكي أو أسهم في شركة تجارية أو مؤسسة استثمارية.
كان حلمه يتجسد في وطن حر ودولة مدنية على كل ارض الجنوب تتسع لكل أبناء الجنوب، دولة يستعيد فيها المواطن كرامته والوطن عزته والشعب حريته والمستقبل أفقه المفتوح على النماء والنهوض والاستقرار والسلام.
لم يمتلك منير فيللا ولا سيارة ولم يعش حياة الفخفخة والترف المصطنع، ولم يفكر بسلطة ذات مقام وجاه وسمعة مفتعلة وألقاب زائفة.
لم يجد الخصوم فيه عيبا يمكن استخدامه للتشهير به وتشويه سمعته والحط من مكانته في قلوب الناس والتقليل من نضالاته المتواصلة، ولذلك لم يجدوا من وسيلة للتخلص من هذا الكنز الكبير داخل ذلك الجسد النحيل سوى الاغتيال الجبان.
لكن القتله نسوا أنهم إذ يغتالون الجسد النحيل إنما ضاعفوا من حضوره الإنساني في قلوب الجنوبيين وأضافت إلى هذا المنير الأوحد آلاف المنيرين الذين تخرجوا من مدرسته وتعلموا من خلاله وتكلموا على اخلاقياته وقيمه ومبادئه السامية.
لروحك الخلود أيها البطل ولذكراك المجد في كل ذاكرة جنوبية حية.
لك الرحمة والمغفرة أيها المنير البطل
ولاهلك وذويه ومحبيك ولكل الجنوب الصبر والسلوان.
قد مات قومُ وما ماتت مكارمهم
وعاش قومّ وهم في الناس امواتْ