تتواصل عملية حشد الحشود وتسليح الجنود وتجميع القوافل القتالية القادمة من مأرب وشبوة وحتى من صحراء ووادي حضرموت والمهرة، مصداقا لما قاله أحد قادتهم ذات يوم بأنهم سيدخلون عدن وبالقوة المسلحة، وحدد مناطق الانطلاق ونقاط الاتجاه.
يأتي هذا في حين تتواصل عملية التشاور الذي ترعاه المملكة العربية السعودية الشقيقة في مدينة الرياض بين وفدي المجلس الانتقالي الجنوبي وسلطة الرئيس هادي الشرعية، مما يعني أن للشرعية شرعيات (كما قلنا مرارا) إحداها تحاور وأخرى تتباكى وتشكو من تمرد الطرف الجنوبي وثالثة تخرق الاتفاق وتعد العدة لتنفيذ الخطة المرسومة للتخلص من أرق هذا الاتفاق الذي لا يدرون كيف تورطوا ووقعوه.
من أكثر الأمور التي أمقتها التباهي بالقتال والمقاتلة والفرح بقتل الأخر حتى لو كان معاديا، وكما يعلم الجميع بأن الشعب الجتوبي ليس ميالا إلى إعلان الحرب على أحد، ناهيك عن أن يكون ميالا إلى الاعتداء على سواه، لكنه (أي الشعب الجنوبي) عندما يجد نفسه مخيراً بين أن يموت مسالما أو مواجها فإنه سيضطر إلى اختيار المواجهة، والذين لم يتعلموا من دروس العام 2015، وما تلاها من أحداث مؤسفة في السنوات الأخيرة، عليهم أن يعلموا أن المعتدي لا يمكن أن يمر بسلام ويصل إلى مبتغاه دون أن يدفع الضريبة، لكن الضريبة هذه المرة لن تكون كسابقاتها، فعلى أمهات المقاتلين الشماليين الذين يستغفلهم مصاصو دماء الشعب أن يعددن لأبنائهن أكفاناً مناسبة ونعوشاً تليق بحب الأم لابنها عندما يوارى الثرى، وليثقن أن من يلقون بأبنائهن إلى المحرقة لن يجدوا الوقت ليقدموا لهن برقيات العزاء لأنهم لن يفصدوا على انفسهم متعة الاسترخاء والحصول على لراحة اللازمة تحت المكيفات في فنادقهم الأنيقة المزودة بالحمامات البخارية ووسائل الرفاهية (الهاي لوكس) في ظل الرعاية الكريمة للأشقاء.