بلغت نسبة الاحتقان والغضب الشعبي في عدن وباقي المحافظات الجنوبية المحررة 90% بسبب الجوع والفقر وتردي مستوى الخدمات بصورة كارثية ، 10% هي النسبة المتبقية أو القشة التي ستقصم ظهور الكل دون استثناء .
المتاح اليوم قد يصبح صعب أو مستحيل غدآ ، وسقف المطالب دائمآ يرتفع لمستويات قياسية كبيرة بعد خروج الجماهير إلى الشوارع ، لا يغرنك تغريدات المغردين ولا منشورات المفسبكين ولا أساطير المحللين المداهنين الذين يصورون أن الأمور طيبة ، الوضع خطير للغاية في الشارع ، وهذه رسالة للكل قبل فوات الآوان .
الشعب يخوض بالسياسة من أجل الوصول لهدف العيش الكريم وليس طمعا أو رغبة في الوصول إلى الحكم أو الصراع على المناصب ، جنبوا الملفات السياسية فملف الخدمات والرواتب هو ما يهم الشعب أولا وأخيرا ، الجميع فشل سياسيا وإداريا والواقع المزري المأساوي الحالي يؤكد ذلك .
أوهمونا بأن إتفاق الرياض وآلية تنفيذه هما الحل الوحيد واليتيم للخروج من هكذا أزمات مفتعلة ، وعادت الحكومة وعاد المحافظ ومدير أمنه ، ولم يتحسن الوضع المعيشي والإداري والامني بل زاد تدهورا وسوء .
لتلافي التسونامي الشعبي القادم هناك عدة مخارج يجب تنفيذها والعمل بها من غير مماطلة أو تسويف وهي كالتالي :
1) دفع رواتب الجيش والأمن المبعدين والمتقاعدين فورا ، مع انتضام الدفع شهريا .
2) تزويد محطات توليد الكهرباء في عدن بوقود يكفي لثلاثة أشهر دفعة واحدة 150 الف طن ديزل ونصفها مازوت ، مع مراعاة تموين المحطات قبل نفاذ تلك الكمية .
3) مكرمة عاجلة من الملك السعودي بألف ريال سعودي لجميع الموظفين والمتقاعدين قبل حلول شهر رمضآن المبارك لتخفيف من الآثار الكارثية لانهيار الريال اليمني الذي أنعكس سلبا على القدرة الشرائية للمواطنين .
4) على البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن عدم الإساءة للمملكة من خلال البط الشديد والمماطلة في إنجاز المشاريع التي أخذت أكثر من وقتها كثيرا ، وسببت معاناة تضاف إلى معاناة الشعب كمشاريع الطرقات في عدن ومستشفى عدن العام الذي تأجل افتتاحه عشرات المرات .
5) على السعودية أن تفي بوعدها الذي قطعته على نفسها بتشييد محطة كهرباء 120 ميجا وات في عدن ، مع صيانة وتأهيل باقي المحطات الحكومية في عدن .
أما مشاريع تأهيل البنية التحتية فتحتاج لوقت لإنجازها .
مالم ، أتركونا في حال سبيلنا نقتات من خشاش أرض الله الواسعة ، اللهم من شق علينا فشق عليه قريب كان أم بعيد .