#من_رفع_الطربال :
في الوقت الذي يتفق الجميع على ان معركة مأرب يمكن ان تحدد مستقبل الشرعية وان دعم صمودها وانتصارها سيقيهم شر مآلات السقوط ، وبأنها آخر القلاع المستميتة وانبوبة الاوكسجين الأخيرة التي تتنفس الشرعية منها ...
لكن تعز المطربلة لها رأي آخر وهي التي لم تكشف وجهها للغرباء منذ سنوات ، حتى ان الحوثي لم يدس لها على طرف الا في موعدين او ثلاثة وكلها من وراء الطربال الذي يحول بينها وبينه.
مالذي استجد في تعز حتى ترفع طربالها وتعلن المواجهة المباشرة مع مليشيات الحوثي بل وتعلن ضمنياً ان تعز محافظة شرعية محررة وليست محاصرة ولا خاضعة للمليشيات ، وبصيغة اخرى تقول: ( لا .. ليست مأرب آخر معاقل الشرعية، بل تعز ولما لا) ؟.
في إعتقادي ان هذا التصعيد الدخاني الذي نحت إليه تعز في الآونة إنما يأتي في سياق سياسة التخادم وتبادل الادوار والإبتزاز وإعادة التموضع وبالتالي الاستنزاف التي انتهجتها قوى الشر اليمنية في إدارة الأزمة بين الإخوان والحوثي من جهة ، وبينهما والمجتمع الدولي والتحالف والانتقالي بالضرورة من جهة أخرى .
لايمكن باي حال النظر الى الاخوان والحوثي كطرفي صراع (شرعي وانقلابي) لان الوقائع على الارض تنسف ذلك وتبدده ، فهما شركاء في الثورة والساحة والخيمة وبالتالي شركاء في صناعة المستقبل الذي مازالت اصابع النظام السابق ممسكة بتلابيبه ، والمتغيرات الدولية والاقليمية من عملية إعادة ضبط المصنع للمنطقة الأمر الذي استنفذ كل مناوراتهم وتكتيكاتهم وحيلهم، فكانت مأرب أكبر مسارح الاستعراض الراديكالي الذي انتجته "ثورة الشباب المتوكلية" فكان السقوط المريع في تعز على النحو الذي نرى.
لاتستغربوا ..
-فقد نسمع غدا عن الوية عسكرية قادمة من حضرموت وشبوة تتجه الى عدن في طريقها لدعم صمود تعز !!
-وقد تتم التعبئة العامة في الجنوب للدفاع عن تعز على غرار مأرب.
-وقوافل نفاق أخرى.
وبعد ان ينقشع دخان تعز ويسدل الطربال عنها ، سنسمع عن كذبة خضراء تدعى (إب) وتدعي بانها آخر الكرامات !.
شهاب الحامد