نازحون ولكن
عدد النازحين في أبين وحدها يفوق عددهم في مأرب ، لكنك لا تستطيع ان تثبت ذلك بشكل دقيق او لربما تجد صعوبة في إخبار الجهات او المنظمات المعنية بشؤون النازحين بأماكن تواجدهم ناهيك عن اقناعهم بنزوح هؤلاء ، ذاك لاننا لم نخصص لهم مواقع إيواء بمعزل عن التجمعات السكانية على امتداد مديريات المحافظة ومعظم مدنها وقراها لاننا لم نفهم مسؤولياتنا لا رسمياً ولامجتمعيا كما يجب ولم ندرك اخطار واضرار مخالطة النازحين بهكذا هوشلية على المجتمع في المستقبل ولا اهتمت الجهات المختصة بالاخطار الامنية والاخلاقية وانهاك ماتبقى من خدمات او بنى تحتية...الخ.
اما في مأرب وعلى مدار الايام الثلاثة الماضية لاحديث الا عن النازحين وعن إستهدافهم بصواريخ الحوثي ويمكن اي متابع لقنواتهم ان يدرك كيف يتم توظيف هذا الملف الإنساني لتحقيق مكاسب عديدة وعلى اكثر من صعيد.
1-سوّقت الجهة المعنية بالنازحين في مأرب نفسها ، بانها على إضطلاع تام بمسؤولياتها كما ينبغي وذلك من خلال:
- عرض صور المخيمات المخصصة لايواء النازحين في مكان بعيد عن التجمعات السكانية المأهولة في المدينة.
-النزول المستمر لمتابعة احتياجات النازحين الغذائية والدوائية وتفقد احوالهم وعرض مشكلاتهم وايصال رسائلهم الى من يلزم عبر الاعلام الرسمي اوالقنوات الحزبية الخاصة.
-التذكير في كل مرة على ان عدد النازحين في مأرب يفوق المليوني نازح من مختلف المحافظات.
2-الاستثمار السياسي للاستهداف الصاروخي للمخيمات (مع اننا لم نرى صور آثار القصف في المخيم ولاحجم الاضرار) ، للضغط باتجاه وقف المعارك الدائرة في مأرب وبالتالي وقف تقدم مليشيات الحوثي عند هذا الحد.
3-إستنهاض الدول المانحة والمنظمات الحقوقية والانسانية في العالم للقيام بواجبها لمواجهة (الكارثة الانسانية) وكبح تغول المليشيات ودفعها للمسار السياسي ان لم يتم تصنيفها إرهابيا .
4-تسليط الضوء بشكل مباشر على مأرب وجعلها ايقونة للحرب والسلام في اليمن وبانتصارها يشرق الفجر وبانكسارها تسقط مصداقية المجتمع الدولي وهيبة أمريكا معاً.
هكذا تتخادم قوى الشر في الشمال وهكذا يتم التوظيف الايجابي لصالح مشروعهم في المنطقة رغما عن الحروب والكوارث وآنان الشعوب ، فمتى نصحو من حالة السبهللة والاتكال على إنسانية العالم او مروءة اهل مطلع .
شهاب الحامد
19-2-2021