تنامت أعداد حالات التفجير والتفخيخ واستهداف مواقع سكنية وأمنية وأحيانا أطقم أو آليات عسكرية وأمنية، في مواقع عدن من العاصمة عدن.
وفي شبوة تستهدف التفجيرات مواقع قوات التحالف العربي التي تمثلها القوات الإماراتية، مع تفجيرات استهدفت القوات السعودية في مدينة شقرة الأبينية على مدى أسبوع خلا.
السؤال الذي يطرح نفسه: ما العلاقة بين تلك التفجيرات وأعمال التفخيخ والقضف وبين عودة الحكومة الجديدة التي قوبلت بقصف صاروخي لمطار عدن ساعة وصولها إليه؟
ولماذا تنامى عدد التفجيرات وحالات القصف من جهات مجهولة على النقاط الأمنية والآليات العسكرية ولماذا عدن بالذات؟
مواقع إعلامية وكتاب وصحفيون محسوبون على الطرف المتشدد داخل الشرعية الذي ظل متعنتا لأكثر من عام رفضا لتنفيذ اتفاق الرياض، يستعجلون نشر أخبار التفجيرات والقصف أثناء وقوعها ويبشرون بابتهاج بسقوط ضحايا بل ويعلنون عن إغلاق الطرقات وانتشار المدرعات وحالات طوارئ، ليتضح أن تفجيرا استهدف طقما أمنيا لم يكن عليه أحد وأن قوات الأمن تطارد المشتبه بهم عند إحدى النقاط الأمنية.
استهداف القوات السعودية والإماراتية في شبوة وأبين حيثما تسيطر القوات المحسوبة على من يسمون قوات التحالف العربي بـ"قوات الاحتلال" لا تستدعي ذكاء خارقاً لتفسير الظاهرة واكتشاف المتسبب، لكن السؤال حتى متى تسكت قوات التحالف على هذه الممارسات المكشوفة لكل ذي عينين؟ بل ولماذا التوقف عن استكمال تنفيذ الشق الأمني والسياسي من اتفاق الرياض؟
لقد غدا واضحاً أن الرافضين لتنفيذ اتفاق الرياض لم ييأسوا بعد فشل كل محاولاتهم على مدار عام، فلجأوا إلى تشجيع الجماعات الإرهابية التي تنهل وإياهم من نفس المنهل الفكري، وتنشط تحت عباءة قوات "جيشهم الوطني" لتعطل تنفيذ اتفاق الرياض بالوسائل الإرهابية بعد أن فشلت وسائل الابتزاز السياسي.
وباختصار شديد لن تستقر الأوضاع الأمنية لا في عدن ولا في بقية محافظات الجنوب، ولن تمكن حكومة الشراكة في تأدية مهماتها طالما بقيت الجماعات الإرهابية محمية بالقوات التي تسمي نفسها بـ"الشرعية"، ولن تتوقف سياسة التفجيرات والتفخيخات ما لم يستكمل نقل القوات المسلحة من شبوة وصحراء ووادي حضرموت والمهرة إلى مأرب والجوف وفقا لاتفاق الرياض الذي يقتضي توجيهها لخوض المعركة الفاصلة مع الحوثيين لاستعادة العاصمة صنعاء؟
وما أعمال التفجير والتفخيخ هنا وهناك إلا واحدة من أدوات التعطيل التي يتقن هؤلاء استخدامها واللجوء إليها كلما أفلست مناوراتهم السياسية.