شجرة انساب العرب القديمة لا اساس لها من الصحة، وان صحت بعض الأسماء الواردة فيها الا انها بشكل عام ليست أكثر من خرافة، لاتدعمها نقوش، ولا آثار، ولا علم، ولا عقل ولا منطق.
الدليل الأول:
تشمل شجرة الانساب من عصر الاسلام إلى عهد سيدنا آدم على حوالى 30 جيل، وكما هو معروف في التقدير المنطقي للفارق الزمني بين الجيل والجيل 25 سنة تقريبا، بمعنى ان عمر ال 30 جيل بحسب القائمة هو 750 سنة فقط، وهذا رقم لا يذكر قياسا بعمر النشاط البشري الذي شهدته المنطقة، والذي يقدر بحسب الآثار والمخلفات الحجرية بعشرات الآلاف من السنين، هناك قرى اكتشفت في فلسطين عمرها بحسب الكاربون المشع في مخلفات العظام والاخشاب، فوق 40 الف سنة، بمعنى ان بينها وبين عصر الرسل حوالى 1600 جيل، اما بينها وبين سيدنا آدم فعلمه عند الله، وهناك دول وممالك وليس مجرد قرى ظهرت في العراق اقامها اقوام بعضهم قدم من الجزيرة العربية عمرها فوق 6 الف عام بمعنى ان بينها وبين جيل الاسلام تقريبا 240 جيل، وهذا دليل قاطع على ان شجرة ذلك النسب مجرد حبكة، وحبكة غير دقة.
الدليل الثاني:
معظم اسماء الملوك التي وردت في النقوش الأثرية المكتشفة، لعهد ما قبل الميلاد في اليمن والعراق والشام، لا وجود لها في قوائم الانساب، ومعظم الاسماء التي وردت في قوائم الانساب لا ذكر لها في النقوش والآثار المكتشفة اطلاقا، لا في الجزيرة ولا في محيطها.
بشكل عام التاريخ الانساني القديم، والاديان الوثنية، والثقافات القديمة، اعتمدت في معظمها على الخرافات والاوهام والاساطير، ومع تنمامي خبرة وذكاء الانسان أخذ يغادر بالتدريج تلك الخرافات.
الشعوب المتقدمة اليوم هي شعوب كانت متخلفة مثلنا، الفرق انها حررت ادمغتها من خرافات واساطير الماضي.