سيُــصاب بخيبةِ أمل كبيرة كل مَــن يُعلّــقُ أمله على الحكومة المقبلة بأنها قد تكون عصاءً سحري للخروج من هذا الوضع المُــثقّـل بتركة صعاب وتعقيدات وحروب لا حصر لها ولنكباتها، فهذه الحكومة لن يكن بمقدورها - ولا هي أصلا تزعم لنفسها أن لديها صلاحية لوضع حلول سياسية أو أن في بنود أتفاق الرياض الذي أتت هذه الحكومة إنفاذا لتوافقاته ما يتحدث عن حلول سياسية للأزمة اليمنية أو للقضية الجنوبية. فمهام هذه الحكومة وفقا لهذا الاتفاق تنحصر فقط في ثلاث مسارات: أمنية وعسكرية، وتوزيع المواقع الحكومية، وكذا المسار الاقتصادي وما يفترض فيه من اجراءات تتعلق بتشكيل اللجان الاقتصادية وسواها من الاجراءات المتعلقة بوقف تدهور الاوضاع المعيشة والخدمية والاقتصادية وكبح جماح هرولة العملة نحو التلاشي وانتظام صرف المعاشات.
ولكن أيضاً لا يمكن التقليل من شأن خطوات التهدئة والانسحابات العسكرية على الأرض، فمن شأن هكذا خطوات - و إن لم تكن كافية ولا تشكل حلا مستداما للوضع العسكري ولا بالطبع للوضع السياسي- إلّا أنها فرصة لحقن الدماء النازفة وخفض مستوى التوتر والاحتراب الذي استنزف دماء الشباب طيلة شهور مضت.
*صلاح السقلدي