أبين ليست بوابة النصر الجنوبي

نجح عفاش في نفخ مؤخرات البعض ، وكبّر رؤوسهم بمجد زائف حتى ظنوا ان (إضاءاته) لايأتيها الباطل من بين يديه او من خلفه ، فاتبعوه حتى أدخلهم المدج.

حدث قبل التوقيع على الوحدة اي في عام 89م تقريبا، ان التقى عفاش بوفد من "اصحاب البيض" كما كان يسميهم" وقال لهم: (عندنا مطلوبين لكم ، وعندكم مطلوبين لنا وعنبسر مخرج لتسوية الأمر معهم)، ورجع بعدها عند أصحاب الشرعية حينها وقال: (الجماعة اصحاب البيض يشترطوا خروجكم من صنعاء قبل اي حديث عن الوحدة ) وهذا مانفاه اكثر من واحد من قيادة الحزب وعلى راسهم ياسين سعيد نعمان !.

من ينظر الى حال ابين منذ الوحدة على الاقل سيعرف ان المقصود من كيل المديح لها هو إغاظة اطراف اخرى من الذين تعذر اختراقهم او تطويعهم.

فلو كانت ابين كما يدّعون لشهدت نهضة عمرانية وخدماتية وتنموية في كل مكان ومجال، ولما سلموا ابين للارهابين القادمين من مأرب والبيضاء ومن خارج الحدود لتدمير الحجر والشجر وقتل ابنائها وتهجيرهم من بيوتهم ، ولما اوقفوا حربهم مع الحوثي ونقلوها الى ابين لتصبح ساحة لحرب عبثية سعيا منهم لاذكاء الصراع المناطقي القديم بين الجنوبيين حتى لو كان ثمن هذه الفتنة المنتنة ذهاب الشمال كله للحوثي وهو مايحدث بالفعل.

للاسف ليسو كلهم شماليون من جعل ابين "رصاصة تركب على كل بندق" بقصد الفتنة والانقسام لتسهل السيطرة على الجنوب بكل مافيه وبالتالي ضياع حقوق الجنوبيين كشركاء حقيقيين في الوحدة لا كفرع عاد للأصل.

أبين ليست بوابة النصر الجنوبي ، بل كانت طريق آمن لعبور جيوش الاحتلال اليمني الى عدن ، وهكذا يراد لها ان تكون اليوم كما كانت بالامس، اي ان تكون بوابة النصر لليمن (الشمال) وبوابة الهزيمة للجنوب، وهذا هو الفهم الصحيح لمعنى بوابة النصر التي جاءت على لسان عفاش.

ابين لن تكن بوابة للنصر الجنوبي الا متى كانت في طليعة القوات الجنوبية الى حضرموت الوادي شرقا وتخوم مأرب والبيضاء شمالا ، وماعدا ذلك فهو كلام حق يراد به باطل.

شهاب الحامد