طريق السياسة يؤدي إلى الخلاف ، والخلاف يؤدي الى التعصب ، والتعصب يؤدي الى الانقسام ، والانقسام يؤدي الى الصراع ، والصراع يؤدي الى الحرب والحرب تؤدي الى السلام ،والسلام يؤدي الى الاعمار ، والاعمار يؤدي الى الاستقرار ، والاستقرار يؤدي الى التنمية ، والتنمية تؤدي الى الازدهار ، والازدهار يؤدي الى الثقة، والثقة تؤدي الى الندية، والندية تؤدي الى التميز ، والتميز يؤدي الى القمة ، والقمة تؤدي الى مفترق طرق ، فاما الثبات وإما السقوط.
المصطلحات وترتيبها من عندي،، والقصد ان السياسة في بلداننا العربية لم تتجاوز الخلاف والتعصب والانقسام والصراع والحروب ثم سلام هش لنعود بالسياسة الى السياسة وصولا الى حروب اخرى من جديد ، دون ان نجعل من السلام منصة للانطلاق الى الإعمار والاستقرار الى الازدهار ومنه الى كل ما سلف اعلاه .
ومنذ الإستقلال الأول تأخذنا السياسة إلى الحرب ، وكأن لعنة قابيل الذي ضاق بأخيه ذرعا لم تفارقنا ، او كأن ارض الجنوب لاترويها سوى الدماء الى قيام الساعة.
اليوم وبعد اكتمال 6 سنوات حرب وإرهاب وقهر واذلال وامتهان للكرامة، هاهي فرص السلام تتبدى من بين رمال الطرية ووادي سلا ، كأفضل المتاح والممكن لنزع الفتيل ووقف النزف واسكات المدافع ونفض الغبار وفصل الجيوش ، في غفلة من قابيل وجنوده.
لاتوقظوا قابيل وانفذوا بجلودكم من أرض الأولياء* التي كانت مزاراً للانقياء في زمن كانت تصفد فيه الشياطين بتسابيح الاتقياء.
غادروا متارسكم جميعا واظفروا بالسلام واكرموه بالرعاية والعناية وامنحوه الحياة ، ثم انظروا الى ماخلفته الحروب السابقة خلف متارسكم الجديدة ، لتروا باعينكم كم كانت مدافع الصوملي حاقدة على أبين العاصمة واهلها ومثلها كم عبثت القاعدة !!.
دعونا ننعم بالسلام الدائم الذي يؤدي بنا الى إعادة الاعمار الشامل ومنه الى الا ستقرار الكامل ...الخ.
لا أدري بالضبط ان كان هذا المقال نتيجة لتفاؤل فائض عن الحد ام هي ثقة في غير موضع ، وربما يراها البعض سذاجة ، لكن الأكيد ان الدعوة الى التقاط فرص السلام والتمسك بها والعض عليها بالنواجذ وجعلها فيما بعد منصة للانطلاق الى مستقبل آمن مزدهر كما تفعل كل الشعوب التي نهضت من تحت رماد الحروب ونفضت غبارها ، لا ابدا ليست سذاجة على الاطلاق.
شهاب الحامد
———
* أرض الأولياء : الطرية والشيخ سالم وماجاورهما .