فشلت الحرب على الحوثي، ليس فقط بسبب سوء إدارة التحالف للمعركة، وإنما بسبب فساد الشرعية وضعفها وفشلها في إصلاح نفسها. الحركة الحوثية نفسها نتاج لفشل النظام الجمهوي الذي هيمنت عليه عناصر قبلية عسكرية فاسدة، وحولته إلى اقطاعيات عائلية. والرغبة في الجنوب بالعودة إلى عهد الدولة المستقلة هو نتاج لفشل دولة الوحدة التي هيمنت عليها نفس تلك القوى القبلية العنصرية الفاسدة، وكذلك هرولة النظام في الجنوب إلى حضن النظام القبلي لفاسد في صنعاء كان يعكس في جزء منه فشل النظام السياسي في الجنوب الذي نخرته المناطقية.
باختصار ما نحصده اليوم من فشل في النظام السياسي هو بسسبب المظالم والاحقاد ونزعة المصلحة الشخصية التي زرعتها انظمة الفساد والعنصرية بين الناس.
علينا ان نعتبر ليس من تجاربنا فقط بل ومن تجارب العالم كله، السارق لا يبني وطن، والعنصري لا يقيم عدل، من يسعى لمشروع سياسي وطني ناجح عليه أن يطهره اولا من سرطان الفساد والعنصرية القاتل.
ومن يراهن في مشروعة السياسي على الفسدة والعنصريين القبليين والمناطقيين، عليه الا ينتظر نتائج مختلفة، وأن يستعد من الآن لمرحلة جديدة من الفشل والمآسي والحروب.