دفع المجلس الإنتقالي الجنوبي ثمن باهظ جدآ كعربون شراكة استراتيجية وتحالف مبني على الوفاء والأخوة والفزعة للأشقاء بالمملكة العربية السعودية ، تنازل وهادن ورضخ حتى تاكلت جزء من شعبيته .
الحقيقة التي قد يجهلها غالبية الجنوبيين هي أن الإنتقالي الجنوبي كان مرن أكثر من اللازم حتى عصر ، وياليته كان قاسيا حتى كسر ، فمن بقايا الاكسار أو الشظايا كما تعرف سيخرج جيل جديد أو تنبت أشجار جديدة قوية تواجه تحديات ومؤامرات رفاق الأمس أعداء اليوم .
أما المرونة ليس بعدها سوى العصر الذي يخلف السوائل ومخلفات تأكلها الدواب ، الحقيقة أنه لم يكن لنا يد في مخرجات حوار جدة غير اللقاءات غير المباشرة المكوكية الفاشلة ، ووقعنا على إتفاق الرياض الذي صاغته المملكة العربية السعودية وليس طرفي النزاع .
كل تلك التنازلات التي قدمها الإنتقالي الجنوبي للسعودية وليس للشرعية كان الغرض منها أولا كسب ود المملكة وطي صفحة الماضي العدائي بين جنوب اليمن والمملكة ، وعدت المملكة الإنتقالي بسد فجوة خروج الإمارات من عدن والجنوب والإلتزام بدفع رواتب أكثر من 62 الف مقاتل جنوبي شهريا بنفس المستوى السابق .
كما وعدت الوفد التفاوضي وقيادة المجلس بإنشاء محطة كهرباء في عدن بقدرة 120 ميجا وات ووقود لمدة عام قابلة للتمديد بمبلغ يفوق المليار دولار ، وغيرها من مشاريع البنية التحتية ، كل تلك العروض والاغراءات المقدمة كانت من أجل إنتزاع مزيد من التنازلات من أجل عودة الشرعية قبل إقرار مسودة الإتفاق النهائي لإنهاء الحرب في اليمن .
كعادت الطرف الآخر يضمر لنا الشر والمكيدة دائما ، والتي تجسدت بأحداث يناير التي كادت أن تعصف بالجنوب وبمجلسه الإنتقالي الجنوبي .
السيد اللواء عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الإنتقالي الجنوبي ، السيد نائب رئيس المجلس الشيخ هاني بن بريك ، السيد رئيس الجمعية الوطنية للمجلس الإنتقالي الجنوبي اللواء بن بريك ، السادة أعضاء هيئة الرئاسة والقادة والسياسيين ، الشيخ سالم أصبح جبهة نهم أخرى ، وقرارنا السيادي صار بيد غيرنا .
وكثر الدق يفك اللحام ، والقوات المسلحة الجنوبية لن تمكث هناك إلى أجل غير مسمى بموقف الدفاع ، وقطع الرواتب لأشهر طويلة هي رسالة واضحة لتسريح القوات وتفكيكها ، لن ننتظر سقوط الشيخ سالم و زنجبار كسيناريوا نهم وصولا لمشارف مأرب .
أعتقد أنه خلال هذا الاسبوع إذا لم يكفوا الرئيس وبطانته عن المؤامرات والأزمات المفتعلة سيكونون خارج الملعب بالقريب العاجل ، ضغوط هائلة تمارس على زعماء المجلس الإنتقالي الجنوبي من قبل القادة العسكريين والأمنيين والشعب ، فلن نخسر أكثر مما خسرناه وسنخسره .