نصائح الحكماء لا تجدي مع الطائشين !!

2020-09-06 04:51

 

(الثورة والثروة لا يلتقيان) الحلقة الثانية والأخيرة

 

هل تصدق فينا مقولة الجنرال جياب ؟؟!!

هذا ما قاله القائد الفيتنامي و أحد أبطال الثورة الفيتنامية عندما زار عاصمة عربية توجد فيها فصائل فلسطينية (ثورية) في السبعينات من القرن الماضي ، فلما شاهد حياة البذخ والرفاهية التي يعيشها قادة تلك الفصائل والسيارات الألمانية الفارهة والسيجار الكوبي و البدل الايطالية الفاخرة والعطور الفرنسية باهظة الثمن وقارنها بحياته مع ثوار الفييت كونج في الغابات الفيتنامية .

قال لتلك القيادات مباشرة بدون مواربة : لن تنتصر ثورتكم !!.

سألوه لماذا ؟؟ ،

أجابهم : لأن الثورة والثروة لا يلتقيان

الثورة التي لا يقودها الوعي تتحول إلى إرهاب

والثورة التي يغدق عليها المال يتحول قادتها إلى لصوص .

وإذا رأيت أحد يدعي الثورة ويسكن بقصر أو فيلا ويأكل أشهى الأطباق ويعيش في رفاهية وترف وبقية الشعب يسكن في مخيمات ويتلقى المساعدات الدولية للبقاء على قيد الحياة فأعلم أن القيادة لا ترغب في تغيير الواقع فكيف تنتصر ثورة قيادتها لا تريدها أن تنتصر ؟!! (انتهى )

وأنا أقول : مع الأسف الشديد إن هذا هو نفسه ما يحدث اليوم  في اليمن عامة شمالا وجنوبا  نعم ..إن منظومة الفساد التي تسكن الفنادق وتشتري العقارات في الخارج و ترتدي أشهر

 

 الماركات العالمية من الملابس وتكدس الأموال في البنوك هي صورة  مشابهة بل وأكثر بشاعة من الفصائل الفلسطينية التي ذكرها  الجنرال جياب وصدق عندما قال :

(إن الثورة والثروة لا يلتقيان )  ‍!!

هذا هو موضوعنا الثاني وسنقوم بإسقاطه على ما يجري اليوم في اليمن عامة والجنوب خاصة من مجاعات وأمراض فتاكة تطحن شعبنا وتحديدا في عدن من نهب للأراضي  وفساد وبلطجة وسلب بالقوة وتحت تهديد السلاح لحقوق المواطنين وأملاكهم وقد بلغ السيل الزبا خاصة في عدن التي شوهوا معالمها ولم يسلم من عبثهم جبل شمسان ولا الصهاريج ولا جزيرة العمال ولا الشواطئ ولا المساحات  الزراعية في بير فضل وبير أحمد من قبل المليشيات   .. وكل ذلك تحت سمع وبصر المجلس الانتقالي العتيد ومن نصبوا أنفسهم أوصياء على الجنوب ليجلبوا له الاستقلال في نهاية المطاف على طبق من ذهب رغم أن تلك الأماني لا زالت في حكم المستحيل !!

فكيف سيقتنع المواطن الجنوبي ودول التحالف العربي أن لدى هؤلاء مشروعا وطنيا لاستعادة دولة الجنوب التي عصفت بها الوحدة اليمنية وأصبحت في خبر كان ..وهم يمارسون هذه الأفعال البشعة بحق الجنوب و المواطن الجنوبي ؟؟!!

وأود من قلب مخلص أن أنصح المجلس الانتقالي أن لا يتقمص ويتدثر برداء الحزب الاشتراكي ويدعي الوصاية من جديد على الجنوب!!

 كما أجزم أن أي جنوبي يرفض رفضا قاطعا أن يدعي الانتقالي أنه وريث الحزب الاشتراكي اليمني الذي فشل مشروعه داخل وخارج الجنوب وعليهم أن يفتحوا صفحة بيضاء دون أحقاد ولا ضغائن فالجنوب ملك لكافة مواطنيه وكافة ألوان الطيف السياسي دون إقصاء أو تهميش لأحد !!     

 ولنعتبر من التاريخ مما جرى لنا ولغيرنا من مظالم ونكبات .

وهذا هو نفسه ما يجري اليوم في عدن وكل الجنوب من البعض الذين اتخذوا من الثورة الجنوبية وحالة الحرب حجة وذريعة للاستقواء على المواطنين وتقوم مليشياتهم بنهب  ممتلكاتهم  دون وجه حق ؟؟!!

وأنا هنا أتحدث عن بعض القيادات وفروعها المتناسلة التي تعيش حياة مترفة داخل عدن وبعض العواصم العربية وفي الوقت نفسه تسلط وكلائها لنهب البلاد والعباد داخل الوطن و تريد الاستحواذ على كل شيء في الجنوب ورغم ممارساتها التعسفية تدعي بكل بجاحة أنها تحمي الجنوب !!

وأثناء كتابة هذا المقال جاءني مايلي :

(اقتحام فرع صرافة شركة العمقي في مدينه إنماء بعدن .من قبل مسلحين على متن سيارتين. ونهب كل الأموال في خزائن الفرع.

ونهبوا حتى سيارات موظفي الفرع. وخرجوا

يمشون بأمان الله.. كأنهم وفد رسمي من المجلس الانتقالي زار الفرع.)

 

وأخيرا صدق الجنرال جياب عندما قال:

  " إن الثورة والثروة لا يلتقيان "

الثورة التي لا يقودها الوعي تتحول إلى إرهاب .

والثورة التي يغدق عليها المال يتحول قادتها إلى لصوص .

د. علوي عمر بن فريد