بتجرد:
حتى وأن كان المبرر هو أمني وليس للبسط، فلا يمكن القبول بقضم أو تدمير معالم جزيرة مهمة كجزيرة العمال في عدن.
فالاستحداث بقمّة جبال الجزيرة يجب التصدي له بحزم أياً كان المبرر وأيا كانت الجهة التي تقوم به،حتى وأن كانت أمنية . حكاية اقامة مواقع أمنية هي حكاية سخيفة حتى وأن كانت لغرض أمني فعلاً، سخافتها بأنها تتحدث عن جانب أمني رأس الجبل، فمن المعيب تدمير هذه الجزيرة الفريدة باسم المصلحة الأمنية، كما انه سيكون من الجرم تحويلها الى خندق قتالي لمواجهة القادم بحسب ما يشاع.
السلطات الأمنية في عدن بررت الواقعة بأنها لشق طريق لقمة الجبل لدواع أمنية عند الضرورة وليس لغرض البسط أو الاستثمار. فهذا المبرر لا يفرق كثيرا بين أن كان الغرض أمني أو عملية بسبط طالما والجزيرة ستتعرض للعبث والتشويه ..فهذا إقرار أمني بالتعدي على معالم الجزيرة حتى وأن كان لدواعٍ امنية مزعومة ، يجب وقفه فورا ومحاسبة من أمر به ونفذه كما تم وقف سواه من التعدي في مملاح المدينة قبل فترة -على سبيل المثال وليس للحصر-. فمثلما تصدينا للبعث بهذه المدينة طيلة ربع قرن - حتى وأن لم تفلح جهودنا حينها، بحكم سطوة القوة العسكرية وعسف العسكر– فسنواصل التصدي لكل عابث بمعالم عدن وإرثها وتراثها وسواحلها وبرها وجبالها وقلاعها ودور العبادة ومخطوطاتها وتسجيلاتها الصوتية والمرئية ومعابدها واسوارها وهضابها وصهاريجها وعملاتها النقدية وهويتها وفولكلورها وغيره من التراث المادي والمعنوي الذي يمثل جزءاّ من التراث الإنساني العالمي .
فأثناء حكم الرئيس السابق صالح حاولت السلطات حينها إقامة قصر رئاسي أو ما شابه ذلك من مشروع ، إلّا أن حملة شعبية وفضح هذا التعدي حملت السلطات الى صرف النظر، ونجت الجزيرة من وحش البسط .
فطالما بقي هذا الخطر ستكون الجهود قائمة دون هوادة أو مداهنة في مواجهتها، مواجهة متجردة من أية حسابات جهوية أو سياسية أو حزبية ، كما سيظل الشعور بالمسئولية الوطنية والأخلاقية حاضرا ونحن نتصدى لكل عابث وفاسد سواءً أكان فردا أو جماعة وتحت أي مبرر، سنتصدى له دون انتقاء أو تمييز أومنطلقا من تصفية حسابات ضيقة مقيتة .. ولئلا نكون يوما شياطينٌ خُرس سنظل نجلد كل فوضوي عابث فاسد بسوط أقلامنا وبأصواتنا وبكل وسيلة مشروعة متاحة حتى يرتدع.
* صلاح السقلدي.