المدرسون يرون الحل بإيقاف التعليم!
المواطنون جعلوا "المدرس" هو الخصم.
وهناك مجموعة - مشكورون - بادروا بإعلان تطوعهم للتدريس بالمجان!
لكن يبقى السؤال: هل التطوع هو الحل؟ وبالمثل هل إيقاف العملية التعليمية حل؟
1- التطوع مجرد حل مؤقت: فمواصلات والتزام وتفرغ يومي وضغط نفسي وإرهاق جسدي واستمرارها لأشهر يعني مصاريف تثقل كاهل المتطوعين أنفسهم، خاصة ونحن في مجتمع بلا رواتب!
بالإضافة إلى أن هذا الحل سيضر بقطاع كبير من أهلنا في عدن، سيمنح الحكومة فرصة المزيد من التطنيش "لأن كلنا نعرف أن حكومتنا بلا حياء وطالما في حل ببلاش فلن تحرك ساكناً"
2- وأما الإضراب: فوسيلة تؤدي إلى مشكلة أكبر؛ والإضرار بجيل بأكمله لا ذنب له سوى وقوعه بين مطرقة حكومة غير مهتمة وسندان مطالب المدرسين المشروعة! لذا فإن الواجب الإنساني قبل المهني يتحتم البحث عن حلول وسط، يصل لها العقلاء.
وبين هذا وذاك ينبغي علينا كمواطنين أن لا تكون أساليبنا وحلولنا على حساب مواطن أوموظف آخر؟
بل يجب أن نركز على الخصم الذي يعبث بمصير المدرس والتلميذ على حد سواء.
فعلياً مطالب المدرسين مشروعة جداً؛ وبذات الوقت إيقاف التعليم يُضر بنا جميعاً؛
الأزمة الحقيقية هي أن إضراب المؤسسات الإيرادية بيتم التعامل معها بواقعية أكثر! بينما إضراب المؤسسات الخدماتية بيتم تطنيشها!
ببساطة: نحن هنا أمام أزمة في رأس الدولة.
المسؤولين مستفيدين من المؤسسات الإيرادية لذا بيحرصوا على استمراريتها!
ببنما تطنش الحكومة مطالب مؤسسات التعليم والخدمات! لأنها غير مستفيدة وتمثل بالنسبة لهم أعباء، وطالما المواطن هو الوحيد المستفيد! فلن تتحرك الحكومة.
لذا فإن الحل الوحيد بيد المجتمع ككل، وأن يوحد جهوده ويوجه سهامه للطرف المتسبب بهذا العبث وهي وزارة التربية والتعليم والحكومة والرئيس! وإلزامهم بالكف عن نهب المال العام؛ ووضعه في مكانه الصحيح بدعم المعلمين وباقي مؤسسات الخدمات المتعطلة.
حجم الاختلاس والعبث من قبل الحكومة والرئاسة كفيل بحل الإضراب وإنهاء هذه المشكلة من جذورها بدل الحلول الترقيعية.
ختاماً:
يُشكر المتطوعون لمبادرتهم بحلول لأولادنا.
ويُعذر المدرسون لبحثهم عن قوت أولادهم.
والمتهم هنا: هو الحكومة والرئاسة.
واما الشعب فهو المطحون مدرسين ومتطوعين.
#ياسر_علي