كتبنا مرارآ أن اسم "الجنوب العربي" حقيقة جغرافية وتاريخية وسياسية وقانونية وان موقعه الجيو-سياسي يدور الصراع الاقليمي والدولي عليه وان التمسك بالجنوب دون تحديده او وصفه بجنوب اليمن واستعادة الدولة حجج ضعيفة تجير الحجة القوية لصالح من يتمسكون بفرض الوحدة اليمنية بالقوة وهم في حقيقة الأمر متمسكين بغنائمهم التي اغتنموها بعد حربهم علي الجنوب العربي دولة ج.ي.د.ش واحتلالهم ارض الجنوب كاملة في 7/7/1994م
ان مشكلة الجنوب هي الخفية في التعامل معه بصفته كيان مستقل بجغرافيته وتاريخه في الجهوية اليمنية شقيق وجار للجمهورية العربية اليمنية (اليمن السياسي) في نفس الجهوية اليمنية التي تتشارك فيها عدة مكونات شعبية ودولية ويبدو ان الدول الاقليمية والدولية التي تشهد متغيرات متسارعة في علاقاتها من ليبيا الى سوريا ولبنان واسرائيل والعراق ووصولا الي شواطئ المياه الدافئة للبحر العربي وباب المندب والاهتمامات التركية التي حققت اختراقا بتواجد محدود حتى اللحظة ولكن قابل للتوسع بعد رفد القاعدة البحرية لتركيا في الصومال بقوات إضافية الي جانب قاعدتها في الدوحة وفي نطاق صراعها مع العرب وبعد ان حققت السياسة الايرانية سيطرتها علي العربية اليمنية باقل التكاليف يتضح حجم الصراع والمتغيرات في المنطقة ويكشف عن الوهن الذي اصاب التحالف العربي المشارك في عاصفة الحزم لوقف التمدد الايراني واعادت الشرعية الى عاصمتها صنعاء بموجب قرار مجلس الامن الدولي 2216 وهو الامر الذي بات مستحيلا بعد ظهور رغبة الشرعية في عدم مواجهة النفوذ الايراني والقبول بادواته الحوثيين المسيطرين علي كامل الشمال(اليمن) مع انقسام تلك الشرعية في السنة السادسة من الحرب الى فريقين احدهما معلن بوضوح تحالفه مع تركيا ومع قطر الحليف المشترك للقطبين التركي والايران والاخر يناور ويحاور في الرياض ..
ان وضع الجنوب العربي في هكذا متغيرات امر بالغ الصعوبة ولكن ليس مستحيلا اذا ماوظف السياسي الجنوبي موقعه كما هو وتمسك بدوره المستقل وبشخصيته العربية الجنوبية والاتجاه الى فتح افاق جديدة مع القوي الدولية الكبري ومع الامم المتحدة وتقديم مشروع متكامل لدولة ليست جزءا من احد ومحققة لامن واستقرار المنطقة وتحافظ على مصالح مختلف القوي الدولية فحتما ستجد من الصعوبة مخرجا.
الباحث/ علي محمد السليماني