من الأحداث السياسية النادرة أن يتحول يوم النصر العسكري بالنسبة للمنتصر الى كابوسٍ مريع وشعورا بالخزي والقرف من هذا الفعل ، ويتحول في الوقت عينه لدى المهزوم الى مناسبة لجلد المنتصر والتشهير به والتذكير بعدالة قضية المهزوم، بل والى مناسبة لهذا المهزوم لحشد جماهيره وتحقيق مكسب سياسي عند كل ذكرى سنوية تمر لهذا المناسبة الكاثية...
فبعد أن كانت مناسبة 7 يوليو في سنينها الأولى وبالذات بالعشر السنين الأولى وحتى 2011م يوما للردح والشتم بوجه الجنوبيين يقوم بها المنتصر وأعوانه، ومناسبة صاخبة للتذكير بهذا الحدث الكارثي باعتباره يوماً من أيام العرب الوحدوية وحروب التُــبّع اليماني يتم التحضير لها قبل الموعد بعدة شهور على وقع الزوامل والأوبريتات المدوية، فقد تحولت لدى المنتصر بعد ذلك العام الى مناسبة للشعور بالجُــرم والخجل، ومناسبة لدى المهزوم(المعتدى عليه) لتقريع المنتصر(المعتدي) وتذكيره بفداحة جُـرمه بحق مشروع وحدوي طموح تم الإجهاز عليه بالعقلية السبأية النهبوية، وأكذوبة الأصل والفرع وخرافة عودة الأبن الضال، وبتذكيره بأن للظلم جولة وللحق جولات.