عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال: «اللهم من ولي من أمر أمتي شيئاً فشق عليهم فشقق عليه، ومن ولي من أمر أمتي شيئاً فرفق بهم فأرفق به» رواه مسلم
بينما تقدم إيران كل أنواع الدعم على حساب قوت شعبها لوكيلها باليمن مليشيات الحوثي الإيرانية لزعزعة أمن وإستقرار المملكة العربية السعودية وباقي دول الجوار ، نرى بالمقابل كل أنواع الجحود ونكران الجميل و تحجيم وتقزيم شركائها وحلفائها المحليين وعلى رأسهم المجلس الانتقالي الجنوبي أبرز ممثلي الشعب الجنوبي .
لم تقدم السعودية لليمن ربع ما قدمته لمصر وغيرها من الدول التي لا تشكل خطر مباشر على أمنها القومي ، والبعض سيقول ولماذا لم تتطرق للدور الإماراتي أيضا ، أقول شتان بين الإمارات العربية المتحدة والسعودية ، قبل أربع سنوات تقريبا كتبت ونشرت مقال بأن هذه الحرب هي حرب سعودية بمؤازرة إماراتية وليست حرب الإمارات ، وبالتالي يقع العبء الاكبر على المملكة العربية السعودية فقط بعد إنسحاب الإمارات .
سفير خادم الحرمين الشريفين لدى اليمن آل جابر يصرح بأن مجمل ما قدمته السعودية لليمن من مساعدات ومشاريع تجاوزت 17 مليار دولار أمريكي طيلة الخمس سنوات من عمر الحرب في اليمن ، بينما الوقائع تقول بأن لا شيء على الأرض ملموس من تلك المشاريع الخدماتية أو الإغاثية أو في البنية التحتية تدل على أثر ذلك المبلغ الكبير ، سوى شاحنات تمر القصيم وبريدة التي توقفت بشهر رمضان المبارك .
حتى مستشفى عدن العام الذي يتم إعادة تأهيله منذ 15 عام على نفقة المملكة لم يرى النور إلى وقتنا الراهن رغم تدهور القطاع الصحي وحاجتنا الماسة إليه ، ناهيك عن تأهيل المؤهل وترميم المرمم كمشروع مطار عدن الدولي وغيره .
وعدت المملكة بتزويد عدن بمحطة قدرتها التوليدية 150ميجا وات بينما على الواقع يقال أنها ستزود كهرباء عدن بمحطة قدرتها التوليدية لا تتجاوز 33 ميجا وات وهذه لن تحدث فرق يذكر مقارنة بالعجز الذي وصل قرابة 300 ميجا وات ، ناهيك عن خروج متكرر للمحطة العجوز البخارية .
زودت السعودية مصر 600 ألف طن من الوقود شهريا ، لأن هناك رئيس يعلم معنى تبادل المصالح المشتركة وليست الخاصة ، أتركونا وشأننا وأرحلوا فقد تبين أن أهداف العاصفة المعلنة بعيدة كل البعد عن واقع الأهداف الجاري تنفيذها على الأرض اليوم .
أتمنى من القيادة الجنوبية البحث عن شركاء أوفياء أخرين ، لقد وضعتم بيضكم كله بسلة واحدة وكانت النتيجة كارثية ومأساوية فقد فسد البيض ولم يعد صالحا للأكل الآدمي أو الحيواني ، ولا ضير أن تتسولوا من أجل شعبكم لدى سفراء الدول الصديقة الذين تلتقون بهم على مدار الساعة ، لقد يأسنا منها ولا خير فيها جارتنا الشقيقة .
عقدة الجارة ستلازمها إلى ما شاء الله ، رسالة لوفدنا التفاوضي برئاسة اللواء عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي أن حاول بقدر المستطاع مع سفراء الدول الصديقة لعلى وعسى أن يزودونا ببعض محطات توليد الكهرباء التي قاعدوها أو أخرجوها من الخدمة بسبب عدم مواكبتها الشروط البيئية الصارمة لديهم .
لم يعد ملف الخدمات وعلى رأسها الكهرباء والماء ملف سياسي فقط ، بل تطور حتى صار أحد أدوات المعركة العسكرية أيضا ، كل ما يحدث هي محاولات لكسر المعنويات وإحداث حالة من الإحباط واليأس لدى عامة الشعب ، حتى يرفع الراية البيضاء ويعلن إستسلامه وهزيمته .