✅قناعتي من اليوم الاول للتوقيع على اتفاق الرياض انه اتفاق لن ينفذ وان الخيارات الاخرى مفتوحة وهي الحل فالعرب تقول ان "لا يجتمع سيفين في جراب"
✅ فهناك حقائق محورية لايمكن القفز عليها .
حقيقة اننا واليمنيين نخوض حرب واحدة ضد الحوثي لكن قضاياها واهدافها ليست ليست واحدة
فقضية الحرب في الجنوب العربي ليست واحدة مع قضية الحرب في اليمن "الشمال"
قضيتهم انهم يرفضون انقلاب الحوثي على سلطتهم وموقفهم من الجنوب يريدون الوحدة ولكن بدون الجنوب الا جنوب مستنسخ ك "النعجة دوللي" ويجدون نخب جنوبية قابلة للاستنساخ مع ان الاستنساخ السياسي كالاستنساخ البيولوجي تظهر معالم الشيخوخة فيه في طفولته !!! لم يتحرروا من نظرتهم عام 1994م ولم يستوعبوا مابعد الاتقلاب وانه كان معهم شمال ودولة فيه وان الشمال اليوم مع الحوثي ولا يستطيعون تحريره ويروجون لايريدون تحريره الا اذا حرر لهم التحالف الجنوب!!
وقضيتنا في الجنوب العربي اننا نرفض احتلالهم بكل طيفهم السياسي والحزيي لنا
هم يريدون حكم وسلطة
والجنوب يريد تحرير وطن
هذا الفرق الجوهري المتضاد في حرب واحدة
الجنوب يرى قضيته في هزيمة الانقلاب والتدخل الايراني لانه القناة المغذية له بينما اليمنيون لايرون ان قضيتهم هزيمة الانقلاب والتدخل الايراني فالحوثي منهم وفيهم بل حولوا المعركة ضد الامارات وانها العدو ولن يلبثوا ان يحولوها للمملكة بعد استنفاذ دورها الداعم لهم فقضيتهم الحفاظ على الجنوب وارجاعه لصنعاء اما الحرب فقضية التحالف ثبت ذلك بطول الحرب والتراجع على الجبهات حتى باتت الحرب بعد مرور هذه الفترة الزمنية ثقيلة وغير مبررة دوليا وان الانقلاب صار طرفا على الارض بكل مايحمل من تحالفات وامتدادات ستدخل في حالة سكون حتى يحين اوان استفاقتها وتوظيفها ضد الجوار
✅ ان من يدافعون من الجنوبيين في مشروع الاستقلال -وهو الاعم جنوبيا- عن اتفاق الرياض لا يدافعون عنه لانصافه لمشروع استقلال الجنوب بل العكس فيه بنود قاتلة جدا لمشروع الاستقلال اذا ما تم تنفيذه بل هو دفاع للتذكير لكشف ان رعاته اما مشاركين في التنكر له وهو لايهمهم وانه كان مجرد "مسكن صداع" او ان الطرف الاخر الموقع مع الانتقالي لايقيم وزنا لرعايتهم وانها رعاية لا تساوي الحبر الذي كتبوا اتفاقهم به
✅ من خلال طريقة التعامل مع اتفاق الرياض فان المؤكد ان السيناريو المحتمل لمآله ومصيره كمصير اتفاق الطائف في لبنان والفارق انه في الحالة اللبنانية لم تكن المملكة وصية ومحاربة بعكس الحال في اتفاق الرياض فاتفاق الطائف كان هدفه الظاهر تسليم السلطة للشرعية اللبنانية لكنه مهد الارضية للهيمنة الشيعية فاطراف الاتفاق فيه انعقد بين قوى سياسية وحزبية لبنانية كل منها يريد مزايا السلطة فقط الا الشيعة فقد كان لهم مشروع هيمنة واختطاف الدولة بسلطتها وكل مؤسساتها او بمعنى ادق تشييع الدولة اللبنانية هذا المشروع أسس ركائزه المدنية والاعلامية ووضع استراتيجية للتغيير السكاني الذي كانت عليه الديمقراطية اللبنانية ..الخ
موسى الصدر وتوجه فضل الله وحسن نصر الله بخلق حزب الله ثم مليشياته التي هيمنت على كل مؤسسات السلطة واحزابها وديمقراطيتها
✅الوضع يكاد يتطابق في اليمن فالحوثي لم ينتصر لانه الاقوى عسكريا بل انتصر لان رؤيته تتجاوز الحكم والسلطة !! الى تشييع الدولة، يعرف ماذا يريد منذ دخل الحوار ثم فرض وثيقة السلم والشراكة ثم جاء الانقلاب ليتوج ذلك لكن عمليات التحالف عرقلته اما بقية القوى والاحزاب فقد بقيت كل منها يتامر على الاخر فالشرعية مسمى فضفاض لقوى كل منها تريد الاستئثار بالسلطة فقط وكل منها يريد تحويل مؤسسات الدولة الى مليشيات لتمكينه من السلطة ، فلا فرق بين تيار الرئيس من المؤتمر وهم اقلية نفعية وبين الاخوانج الذين يرفعون قميص الشرعية ليجعلوها وسيلة تمكين لمشروعهم بمعنى ادق يريدون السلطة مليشيا لهم
في ظل عدم كسر مليشيات الحوثي سيتساقط الجميع عندما يتشرعن الحوثي دوليا بكل مايحمل وفي ظل قضية جنوبية ستظل كمثلث برمودا الكل يريد ان يبتلعها لكنها ستبتلع الجميع فلديها قدرة ان تمنع النصر لمن اراد ان يلتف عليها حتى وان لم تهزمه ، ولذا فلن يكون مصير القوى اليمنية في حالة وضع حل تفاوضي افضل من مصير احزاب وتيارات لبنان وهيمنة حزب الله عليهم
✅نفس الكيدية والتنافس الفعلي بالظاهر وبالباطن مازالت تتعامل بها تلك القوي في ما بينها وتكاد الغلبة للاخوان لانهم مازلوا لم يتعرضوا للانشقاقات مثل المؤتمر ولهم امتدادات عقائدية في دول التحالف ومازال يحدوهم امل بان يجعلوا الدولة مليشيا لهم والحالة ايضا اصابت دول التحالف مهما كانت البيانات المؤكدة على وحدة سياستهم
✅ الخلاصة/
عسى ان لايكون اتفاق الرياض كاتفاق الطائف
٢٤ /فبرير /٢٠٢٠ م
صالح علي الدويل باراس