ثقافات بائدة في وجه الجنوب الذي نريد

2013-05-10 17:56

عندما ننتقد بعض الممارسات الخاطئة في الشارع الجنوبي من باب الحرص والتنوير يأتي من يقول أن النقـد يمس بمبدأ التصالح والتسامح الجنوبي أو أن من يقومون بنقد تلك الاخطأ يؤدون مهمة لأحد الأطراف في صنعـاء وهذه بحد ذاتها تُهم تتنافى مع المبادئ الجنوبية التي يحدثوننا عنهـا ليلاً نهاراً وهم يجهلون ابجدياتها وادبياتهـا كون ادبيات الحراك الجنوبي تقوم على إرساء ثقافـة التسامح والقبول بالآخر وعدم الإقصاء والتخوين وعدم السماح بانتاج الماضي المليئ بالعبث ضماناً لجنوب الغـد الذي نُريـد.

 

 أن العبث الذي يحصل اليوم في الشارع الجنوبي يُكرس لثقافات بائدة لطالما عانى منهـا شعبنا الجنوبي حتى انتهى به المطاف في بـاب اليمن وأن الاصرار على السير قدماً في ضل هذا العبث والانقسام والتخوين وازمة الوعي التي نمر بهـا لن تقودنا الى جنوب الغد الجميل الذي نتوق اليه كون كل المؤشرات تؤكد أن الماضي الشمولي البائد يلقي بضلاله على الجنوب اليوم مالم نعمل على التصحيح وزرع الوعي الذي من شانه أن يقودنا الى جنوب الغد المنشود وهو الجنوب الذي لن يكون الا بكل ابنـاءه.

 

يجب أن يدرك كل حريص على قضية الجنوب وعلى خيـار الاستقلال الذي يُعبر عنه شعبنا الجنوبي في مليونياته المتتالية أن الملاحم النضالية التي يسطرها ابناء الجنوب اليوم في سبيل نيل حريتهم واستقلالهم يجب أن تكون في نفس الوقت ملاحم نضالية تهدف الى إيجاد قيم ثورية حقيقية ومبادئ اخلاقية وانسانية سامية كون القيم والمبادئ التي تنتجها وتفرضها أي مرحلة نضالية ستكون هي الأسس والثوابت التي تقوم عليهـا مرحلة ما بعد الثورة بل ستكون هي الضامن الرئيسي للمستقبل المأمون الذي يتوق اليه الافراد والمجتمعات.

 

ختاماً

ـــــــــ

انني على ثقة أن الجنوب اليوم ليس بحاجة إلى المزيد من الهيئات والمكونات بقدر ما هو بحاجة إلى صوت جميل وواعي يلامس عمق المشكلة ويعمل على حلها وهذا الصـوت سيجبر الجميع على الالتفاف حوله في الأخيـر لانه الصوت الوحيـد القادر على تحقيق تطلعات الجنوبيين واقامة دولتهم المستقلة.