لست متشائم ولا واهم ، أو مهاجر بعيدا عن واقعنا المأساوي المتردي ، بل واقعيا أكثر من اللازم .
لم يتحاورا في جدة ولم يتفقوا بالرياض هذا ما تقوله الدلائل والوقائع على ألارض ، لم يتفقوا على مرشح مستقل ونزيه لمنصب محافظا لعدن ، أو حل وسط يرضي جميع الأطراف ، ولا مديرا لامنهم وإستقرارهم الضائع ، الشعب وحده من يدفع ثمن الفراغ الإداري والأمني في عدن .
5 5 = 0 ، محصلة طبيعية عندما يصبح الوطن والشعب أخر من يفكر فيهم ، سعيكم غير مشكور ، وصبرنا أوشك على النفاد ، ولم يعد بالمقدور تحمل المزيد من الإنتهازية والتبعية التي أضرت كثيرا بمصلحة الوطن وشعبه البائس الفقير .
ماذا تريدون من عدن والجنوب شرعية وسعودية وشهود الزور ، تمسكنا وهللنا وأوهمنا شعبنا الصابر الصبور المحتسب الغيور ، بأن القادم أفضل بإذن الله تعالى بعد تنفيذ بنود إتفاق الرياض ، الأيام أثبتت خطأ توقعاتنا وسراب أمانينا.
لم يكن هذا الإتفاق المشؤوم سوى بداية لمرحلة جديدة من المعاناة والشقاء الذي طال جميع مناحي الحياة ، حتى مياه الشرب التي وهبها الله للبشر بالمجان هناك من جعلها نادرة ندرة الثروات المعدنية والنفطية .
أستجار الشعب بالانتقالي من ظلم شرعية الفساد والفشل ، ولكن مع الأسف الشديد الحسابات السياسية دائما ما تتعارض مع مصالح الشعب ورغباته وتطلعاته ، تحتاج المملكة العربية السعودية لعقود من الزمن حتى تتحرر من نهج وتسلط وتبعية الحرس القديم .
لمن لا يعرف تغلغل الفكر الإخواني بالسعودية فهو يعود لحقبة الرئيس القومي المصري الراحل جمال عبد الناصر ، واجهت السعودية الفكر القومي العربي الناصري بالفكر الإخواني لحماية المملكة العربية السعودية ، أثر ذلك على شريحة واسعة من الشباب السعودي الذين تقلدوا لاحقا مناصب عليا بجميع المواقع والمؤسسات الحكومية والعسكرية السعودية .
تحتاج المملكة العربية السعودية لسنوات من الزمن حتى تتخلص من إرث إخواني مسيطر على فكر ونهج وسلطة السعودية .
ولهذا على المجلس الانتقالي الجنوبي الحذر ثم الحذر ، حتى لا يقع في المحظور ويصبح بمواجهة مباشرة مع حاضنته الشعبية التي راهنت وتراهن عليه كثيرا ، جراء تماهيه غير المنطقي مع فخ إتفاق الرياض .
إنتهت حوارات جدة وإتفاق الرياض والمدة الزمنية لمصفوفة إتفاق الرياض ، ولم يتحقق شيء رغم التهديد والوعيد الذي أطلقه القائد السعودي لقوات التحالف في عدن العميد ركن طيار / مجاهد العتيبي بإستخدام القوة لتنفيذ المصفوفة المزمنة .
جميعها وعود عرقوبية كاذبة ، الغرض منها تهدئة خواطر ومشاعر وحماس الشعب الجنوبي لامتصاص غضبه وسخطه ليس إلا .
هاجس السعوديين يكمن بحدها الجنوبي مع اليمن وكيفية حمايته من إعتداءات مليشيات الحوثي الإيرانية المتكررة ، ولهذا جنوب اليمن لا يمثل أهمية بالنسبة للمملكة العربية السعودية بإستثناء مضيق باب المندب فقط .
الضغط السعودي الهائل على الإمارات هو الذي دفع الأخيرة للإنسحاب من عدن والساحل الغربي ، وتلبية لرغبة وإلحاح الرئيس المؤقت هادي وحزب الإصلاح الإخواني المسيطر على القرار الرئاسي ، ومع تلك التنازلات الكبيرة من قبل الإمارات والمجلس الانتقالي الجنوبي لم ينفذ أي بند من بنود إتفاق الرياض( صناعة سعودية 100% ) سوى ما يخص شرعية الرئيس المؤقت هادي وعودة الحكومة .
يبتز حزب الإصلاح الإخواني السعودية من خلال التلويح والتهديد الذي وصل لحد التنفيذ بتسليم مأرب والجوف الحدودية مع السعودية لمليشيات الحوثي الإيرانية ، أو التنصل عن تنفيذ إتفاق الرياض والعودة للمربع الأول .