لا ينفك الإسلام السياسي ورموزه باليمن - وغير اليمن- من استحضار التاريخ الإسلامي عند كل مرحلة ومنعطف، وتوظفيه توظيفا حزبيا وسياسيا لئيم..
ففي اليمن ينشط هذا التيار ورموزه بشكل واضح في مثل ظروف اليوم، ليس بدأً من حرب 94م ولن ينتهي بحرب 2015م، ولا بدأً بفتاوى الزنداني والديلمي ولا انتهاءً بفتاوى العُـديني ، بل سيبقى ما بقي هذا التيار على مسرح الأحداث ما بقي مورده الفكري والسياسي جاريان.
فهذا الشيخ عبدالله صعتر يستحضر موقعة أحُــد الشهيرة بالتاريخ العسكري الإسلامي ليسقطها بشكل مشين وخطير على معركة نهم ومأرب، ليبرر بها الخيبة العسكرية لحزبه، معتبرا سببها هو خديعة وغباء مقاتلي المؤتمر الشعبي العام على غرار معركة أحد الشهيرة، قائلاً: أصبح دور المؤتمريين المندسين باسم الشرعية نفس دور الرماة الذين انسحبوا من جبل اُحُد.
لا يمكن فصل كلام صعتر عن التنافس السياسي والعسكري الخفي الذي يدور بين الحزبين" الإصلاح والمؤتمر" على جبهات القتال في مأرب والجوف ونهم، خصوصا بعد تزايد الأخبار عن أن المؤتمر وبإسناد سعودي يحاول الإمساك بتلك الجبهات وازاحة الإصلاح. وربما عزل قائد المنطقة السابعة الموالي للإصلاح يصب في إطار هذا التنافس الذي يشعر الإصلاح بانه يتهدد وجوده السياسي الآني والمستقبلي.