ما قامت به مجموعة من القوات الجنوبية لم يكن لغرض السطو أو الفيد أو نهب للمال العام كما يصوره إعلام شرعية الإخوان المفلسين ، بل كانت رسالة شديدة اللهجة لم تصل للجميع للأسف الشديد ، بإستثناء القلة القليلة من يقرأون ما بين السطور .
لم ولن يتجرأ أي قائد أو جندي حتى في الأوقات السانحة مثل أحداث أغسطس وغيرها من مجرد الاقتراب من حاويات الأموال ، ولم يفكر أحد حتى في ظل الانفلات الأمني بإقتحام ميناء عدن للحاويات والوصول لحاويات المليارات المستوردة من روسيا الاتحادية ، هناك فرص كثيرة للاستحواذ عليها منذ عامين تقريبا رغم أن من يحرسها بدون رواتب منذ شهرين وأكثر ، ولكنهم ضباط وجنود يعتزون بأمانتهم وشرفهم وكرامتهم وسمعتهم حتى لو كانوا فقراء معدمين .
هم ليسوا عصابة بل ابطال ، ومهما حاولت الأقلام الماجورة المريضة الرخيصة تشويه صورتهم أمام الرأي العام الجنوبي والإقليمي والدولي فلن تفلح ، عصابة الشرعية هي من تحول أموال الشعب لخارج الوطن لشراء الفنادق والعقارات والمطاعم الفاخرة ، من يسرق موارد الدولة المالية وعائدات شحنات النفط الخام الحضرمي والشبواني وإيرادات الجمارك والضرائب هم اللصوص الحقيقيين ، من يرفض فتح حساب إيراد عام لدى البنك المركزي اليمني بعدن ويحول إيراد مرفق عام إلى حساب جاري خاص بأحد البنوك الأهلية أو التجارية هو اللص الذي يجب أن يشهر به ويقبض عليه ومكانه الطبيعي خلف قضبان السجون .
وهناك عشرات المليارات خرجت وتخرج من بنك عدن المركزي بحماية قوات جنوبية ليتم تصديرها من مطار عدن الدولي إلى جمهورية مأرب الإخوانية بواسطة الطيران السعودي العسكري ولم يعترضها أحد على الإطلاق .
من حق أي جنوبي الاعتراض وبالطرق السلمية على التمييز العنصري والجهوي بعدم صرف الرواتب والعبث بموارد عدن والجنوب المالية ، الراتب يعتبر حق مكتسب وليس مكرمة ملكية أو شرعية ، ومع هذا كانت القوات الجنوبية بين نارين ، نار الواجب والشراكة مع التحالف ، ونار العجز والقهر والكبت مما يحدث أمام اعينهم وبحمايتهم في عدن وباقي المحافظات الجنوبية المحررة .
هي رسالة قد تلحقها رسائل ومذكرات عنيفة للتحالف العربي ، وإنذار أخير لشرعية الابتزاز الرخيص و الفساد والفشل وإستنزاف المال العام وسرقته ، هي رسالة للقاصي والداني بأن ما حدث ويحدث للشرعية من قبل مليشيات الحوثي الإيرانية في صنعاء وباقي المناطق الخاضعة لسيطرتهم ، قد يحدث لهم في عدن وباقي المحافظات الجنوبية المحررة إذا خرجت الأوضاع عن السيطرة .
كررناها أكثر من مرة لا تحرقوا المجلس الانتقالي الجنوبي ، فحرق المجلس يعني حرق الضامن والشريك الحقيقي للتحالف والشرعية ، لا تحشروا القوات الجنوبية بزاوية الصدام والتمرد من خلال العقاب الجماعي بعدم صرف رواتبهم ، فأنتم أول من سيكتوي بنارها ، ستندمون على يوم كان هناك حزام أمني وقوات للدعم والاسناد والوية العمالقة والنخبة .