هكذا ينظر عامة الشعب للمجلس الانتقالي الجنوبي ، ينظرون إليه كطوق نجاة ينتشلهم من وضعهم المأساوي الكارثي ، ينظرون إليه كملاذ آمن وأخير للخروج من مستنقع الضياع والمصير المجهول ، فلا تخذلوا هذا الشعب الذي جعل منكم رقما صعبا ، حق تقرير المصير كفلته الشرائع السماوية والقوانين الدولية ، ولم ولن يهزم شعب على مر التأريخ حتى لو تأخر النصر لعشرات السنين .
أما الطبقة الاروستقراطية المتسلقة فتنظر إليه ( المجلس الانتقالي ) كحصان طروادة للوصول إلى السلطة التي ستحمي وتنمي مشاريعهم الاستثمارية ، هذا الطرف لا يعول أو يهتم كثيرا بفشل أو بنهاية المجلس ، لأنه لن يخسر سوى سلطة أو فرصة كانت قاب قوسين أو أدنى من الحصول عليها ، وسيستمر بالحياة بعكس الشعب .
أما الشعب سيخسر أخر فرصة له بالعيش الكريم والتحرر من التبعية والتهميش والإقصاء المترسخة بعقلية وسلوك مجتمع شمال اليمن ، ويصعب تغييرها أو تجاوزها ، لا تبحث الشعوب دائمل عن مناصب سياسية ، بل تبحث عن سياسيون شرفاء أوفياء وطنيون يوفرون لهم الأمن والاستقرار وحياة مستورة تحفظ لهم كرامتهم .
فشل الانتقالي أو إنهياره أو إنقسامه أو إنشقاقه لن يدفع وحده الشعب الجنوبي وقضيته فاتورة تلك الكارثة إن حدثت ، بل العالم أجمع لحساسية الموقع الجغرافي الإستراتيجي لجنوب اليمن .
الانتقالي وحد معظم الشعب خلف قيادة واحدة ، حتى لو كنا بحاجة ماسة إلى إعادة النظر في بعض من قياداته التي أصبحت عبئ لا نستطيع تحملها أكثر مما ينبغي ، تلك القيادات أتت بمرحلة معينة ، وللأسف الشديد لم تستطيع مواكبة هذه المرحلة بسبب قلة خبرتها وتواضع إمكانياتها السياسية والأمنية والعسكرية والدبلوماسية .
التحالف العربي ( السعودية ) تريد ترويض المجلس الانتقالي وقيادته تحديدا عن طريق العصا تارة والجزرة تارة أخرى ، لم تستوعب الشقيقة أن هناك شعب جنوبي عانى ولازال يعاني بسبب قرارات كارثية تفرد بها زعماء جنوبيين سابقين أدت لضياعهم وضياع دولتهم ، وعلى قادة الانتقالي عدم تكرار أخطاء الماضي بالتفراد بقرارات مصيرية بعيدا عن شعبهم .
للتحالف العربي ، لا تحرقوا الانتقالي أمام جماهيره بهذه الطريقة المؤسفة ، كالذي يحدث حاليا بالرياض .
إنفراط عقد الانتقالي سيؤدي لعودة مئات الفصائل والكتائب والقادة ، وبالتالي سيصبح من المستحيل توحيد صفوفهم ولملمة شتاتهم مرة أخرى ، وستدخل المنطقة بفراغ أمني وعسكري وسياسي سيؤدي لعودة الجماعات الإرهابية وبالتالي فشل الدولة اليمنية إلى الأبد ، وتهديد السلم والأمن العالمي والإقليمي .
المشروع أو التوجه السعودي يعارض مشروع الإنفصال أو فك الارتباط ، وهذا من حقهم وخيارهم الذي يجب أللا يفرضوه علينا فرضا مستغلين وضعنا العسكري الهش والمعيشي المزري ، من تنتفض دائما وتحرق الأخضر واليابس هي الشعوب الفقيرة بعد نفاذ صبرها وبصورة عفوية وبعيدا عن السياسة والساسة .
على قيادة الانتقالي طرح هكذا قضايا أمام الرأي العام الجنوبي بصورة عقلانية وموضوعية وبشفافية مطلقة إذا أرادت أن تكسب حاضنتها الشعبية ولا تخسرها ، تناقض المواقف المعلنة وغير المعلنة سيسبب صدمة عنيفة للشعب الجنوبي ومثقفيه ، وسيفقد الثقة بين القيادة السياسية والشعب .