ما تيسر عن خفايا الحرب(3)

كما أسلفنا في الحلقتين السابقتين...اتبع شماليو الشرعية منذ بداية حرب ٢٠١٥م استراتيجية "لا استقرار للجنوب إلا بعد تحرير الشمال"...وبعد أن فشلوا حتى في تحرير محافظة شمالية واحدة...أضافوا لاستراتيجيتهم "ولا استقرار للجنوب حتى يتخلى نهائيا عن الانفصال"!!!

إذا...تعطيل دفع مرتبات القوات المسلحة الجنوبية ليس مجرد إجراء إداري اتخذه وزير دفاع الشرعية المقدشي...بل قرار سياسي في إطار تنفيذ نفس الاستراتيجية إياها ويهدف إلى:

١- معاقبة القوات الجنوبية على النجاحات في الحرب ضد الحوثيين التي كشفت للتحالف عورة وزيف ما يسمى بالجيش الوطني وتخاذله بل وتنسيقه مع الحوثيين في معارك عديدة ضد الجنوب وضد دول التحالف.

٣- توجيه هذه الخطوة في إطار المناكفة السياسية ضد المجلس الانتقالي وشعب الجنوب الذي قاوم ورفض فساد وارهاب حكومة "الشرعية"...من ناحية ومن ناحية أخرى تأليب المستهدفين في هذه الخطوة ضد دول التحالف العربي.

٣- إضعاف موقف الرئيس هادي الذي كان يستقوي بنجاحات القوات الجنوبية في الحرب ضد الحوثيين والجماعات الارهابية.

٤- استهداف القوات الجنوبية وتحديدا تلك التي تحارب الحوثيين في جبهات الضالع ويافع والصبيحة ومكيراس يعني تقديم خدمة التقارب والتعاون مع الحوثيين.

وفي الأخير من المفيد أن نعيد التذكير بما صرح به رئيس اللجنة الجنوبية المكلفة بمتابعة هذه القضية بعد زيارتها للبنك المركزي في عدن أن المقدشي يرفض بصلف توقيع شيكات مرتبات القوات الجنوبية لشهري اغسطس وسبتمبر رغم وجود الأموال المخصصة لها في البنك".

واختتم سلسلة هذه المنشورات بالتساؤل مرة أخرى عن موقف التحالف وخاصة السعودية التي تمسك بناصية قرارات الشرعية بجناحيها الشمالي والجنوبي من جريمة كهذه؟؟؟!!!