تمكين ميليشيات التطرف بالسيطرة:على الجنوب كارثة كبرى على المنطقة.

2019-09-07 14:21

 

تعد القضية الجنوبية من اهم القضايا الكبيرة التي واجهت العرب بعد القضية الفلسطينية التي لم يتعامل معها العرب بموضوعية وادراك ، ان حلم الوحدة العربية ظل شعارا حاضرا في الوجدان الشعبي العربي وتعاظم بفعل الزخم الثوري الذي استمد حيويته من المشروع الثوري للرئيس الراحل جمال عبدالناصر في خمسينات وستينات  القرن  الماضي .

 

لقد انصهر الكثير من شباب الجنوب المتحمسين  لذلك المشروع  وكان الجنوب العربي على وشك الاستقلال عن بريطانيا الذي حصل بالفعل في 30 نوفمبر1967م  ولتحقيق شعار الوحدة العربية اختاروا تسمية اليمن الجنويية ثم تغير الى الديمقراطية الشعبية  وتم اعلان الوحدة في 22 مايو1990  لكن كان الوضع في الشمال يحمل مشروع اخر باجندات اخرى وهو ما ادى الى فشل اعلان الوحدة وشن الشمال الحرب على الجنوب في27 ابريل1994م واجتياحه بقيادة الفريق علي محسن لاحمر وجماعات الجهاد  والاصلاح واحتلاله بغزو قبلي ومن معهم من متطرفي الجهاديين العرب والافغان وقوات الرئيس الراحل علي عبدلله صالح الاحمر وقوات الرئيس الحالي عبدربه منصور هادي ، وتم استباحة الجنوب بفتاوي ظالمة اباحت دمه وماله وقتل مستضعفيه..وتم احتلاله في 7/7/94  ومن هذا التاربخ وشعب الجنوب يرفض نتائج الهزيمة ويرفض الاحنلال  عبر عدة اشكال نضالية  وفي 7/7/2007

 انطلقت حركة الحراك الجنوبي السلمي التحرري. وفي 2011  تمكن الحراك الجنوبي من تحرير بعض اجزاء من وطنه وفي نوفمبر2014 استطاع  ان يحرر اجزاء مهمة اخرى  من ارضه وفي  يناير2015 حرر معظم ارجاء عاصمته عدن   واستكمل التحرير في 19 مارس2015 كما تحررت لحج والصبيحة وردفان والعر بيافع مما ادى بالحوثيين الشيعة وعفاش الى الغزو الثاني للجنوب بدعم ايراني وتصدى له شعب الجنوب بما لديه ، بينما هربت الشرعية وجيشها الوطني ووزراءها  وتدخلت دول التحالف العربي بضربات جوية في 26 مارس2015 بموجب القرار  لاحقا 2216 الذي فوض دول التحالف باخراج الميليشيات الحوثية من الارض التي احتلتها مؤخرا فورا وهو ماحدث في 27 رمضان1435 هجريه.  وتجريد تلك الميليشيات  الحوثية من السلاح  وعودة الشرعية الى صنعاء وتسليمها  اسلحتها  التي استولى عليها  الحوثيين من الشرعية ،وفي الحقيقة سلمتها لهم طوعا.. اليوم الحرب في عامها الخامس والشرعية الشمالية  مطرودة من ارضها الشمال الذي يسيطر عليه الحوثيين عدى جزء صغير من محافظة مارب بيد ميليشيات حزب الاصلاح والقاعدة وداعش تحت اسم الجيش الوطني والشرعية   والمضحك ان تلك الشرعية تتهم شعب الجنوب بالانفصال  منكرة وحدة 22 مايو1990م وفك ارتباطها منذ 21مايو1994م وليس بيدها ماتدخل به  في شراكة وحدة مع شعب الجنوب غير فتاويها بابادة شعب الجنوب وشن الحرب عليه ، محركة ميليشياتها الحزبية والقبلية ومحرضة لتلك القبائل الشمالية وميليشيات الارهاب بشن الحرب الثالثة والمستمرة على الجنوب واعتباره  غنيمة  لتلك القبائل الغازية وللقاعدة وداعش   موجب فتوى علماء اليمن  -علماء حزب الاصلاح-  الاخيرة بل وتطلب من دول التحالف مساندتها في حربها تلك  ملوحة بالتهديد  بالغاء اتفاقيات دولية  حدودية  معمدة من مؤسسات دولة عبر مؤسساتها التشريعية والتنفيذية ،ومودعة في المنظمات الدولية. وهي مسمار جحا بيد تلك العصابات المارقة وستظل هكذا ولن يسقط هذا التهديد غير قيام دولة الجنوب العربي المستقلة ،التي يصرح القادة الجنوبيون بالتزامهم بكافة المعاهدات والوثائق الدولية لدولتي اليمن الجنوبية الشعبية ووريثها اليمن الديمقراطية الشعبية   وشراكتها في الجمهورية اليمنية ، ان تمكين تلك العصابات الارهابية المتطرفة  من اعادة السيطرة  على الجنوب تحت اية تسمية او ذريعة  سيوجد كارثة كبرى ليس على الجنوب ولكن في المنطقة برمتها.