تظل القضية الجنوبية من أهم قضايا الوطن العربي بعد قضية فلسطين ،وهي قضية شعب عصي على الذوبان تعرض لمؤامرة دولية شديدة التعقيد ، حاولت قتله ودفنه منذ ستينات القرن الماضي ولكن ظلت هذه القضية عصية في كل المراحل حتى وقعت في "فــخ" الوحدة الحلم العربي الجميل الذي كان يراود أحرار العرب منذ مطلع القرن العشرين ولم تنجح مع الأسف كل التجارب الوحدوية في المحيط العربي الذي أمست فيه الوحدة الوطنية لكل بلد عربي هي الشيء الممكن اليوم بصعوبة.
إن الوحدة التي تم إعلانها بالتراضي في الجهوية اليمنية ، بين الدولتين المستقلتين دولة "ج.ع. ي" ودولـة "ج.ي.د.ش" في 22 مايو 1990م قد تعرضت للانتكاسة مثلها مثل محاولات الوحدات العربية والتي من أشهرها وحدة البلدين الشقيقين مصر وسوريه عام1958 وفشلت في عام1961م.. غير ان الطرف اليمني ((الشمالي)) بثقافته المغايرة والمختلفة شن الحرب على الجنوب في ابريل 1994م ورفض كل القرارات الدولية والخليجية والعربية بوقف حربه حتى أحتلت قواته كامل أراضي دولة الجنوب في 7/7/94م ومنذ ذلك الحين تحولت الوحدة إلى احتلال استيطاني همجي طائفي وقبلي متخلف مرتبط بدوائر خفيه وقوى دولية تحمل مشاريع تمزيقية للمنطقة .
خاض شعب الجنوب نضالات سلمية مختلفة عبر عدة اشكال رافضة للاحتلال العسكري اليمني ((الشمالي)) ، للجنوب- "قطرالجنوب العربي"- توجت تلك النضالات بالحراك السلمي الجنوبي الذي تعرض للقمع والمجازر البشرية البشعة وقصف المتظاهرين بالدبابات وبمدافع المضادات الجوية 23 في حالة لم ترتكبها حتى دولة اسرائيل ضد شعب فلسطين ، وانتصرت تلك النضالات بطرد المحتل اليمني من أجزاء كثيرة من ارض الجنوب المحتل وفي 21 فبراير2015 أعلنت السلطات الحاكمة الجديدة في صنعاء الحرب الثانية على الجنوب وتصدى لها شعب الجنوب بمالديه من مقدرة وسلاح ، وببسالة حتى شعرت دول التحالف العربي أن الخطر الايراني بات يهدد وجودها فتدخلت بالضربات الجوية في26 مارس2015 واعلن شعب الجنوب وقياداته المؤمنة بخيار التحرير والاستقلال وقيام دولة الجنوب العربي الفيدرالية تحالفهم مع الامة العربية والحفاظ على الامن القومي العربي، وبفضل من الله ثم بفضل الضربات الجوية انتصر شعب الجنوب ومقاومته الجنوبية بعد أربعة اشهر من نفس العام، وظل شريكا مع التحالف العربي في جبهات البقع والحد الجنوبي للسعودية والساحل الغربي لليمن .
إن أية حلول في اليمن فان شعب الجنوب يدعمها، ويحتفظ بحقه في الحياة الحرة الكريمة في دولته المستقلة بهويتها العربية الجنوبية على خط حدودها الدولية القائم في 21مايو1990م وفي ذلك تحقيق امن واستقرار المنطقة وحماية الملاحة والمصالح الدولية كافة في البحر العربي وباب المندب وفي أراضيه وفق ميثاق الأمم المتحدة وتبادل المصالح والمنافع ببن الدول والشعوب ، وبغير استعادة الاستقلال وقيام الدولة العربية الجنوبية ، فان أية محاولات لحلول تنتقص من حق شعب الجنوب لن يقبل بها ، ولن تحفظ علاقات اخوية ودية مع اية دولة او دول تجامل اليمن وتؤيده في احتلاله ارض الجنوب العربي تحت اسم الوحدة اليمنية.
الباحث/ علي محمد السليماني