يعرف قادة ومثقفي الحراك الجنوبي انهم كانوا يدفعوا ضريبة موقع بلدهم الجيو- استراتيجي ،كخط دفاع متقدم عن دول وشعوب الجزيرة والخليج ومصر والقرن الافريقي ، وان مطالبهم باستعادة سيادة واستقلال وطنهم ، وقيام دولته الراشدة بهويتها الجنوبية العربية يعطل المشروع الخفي لتمزيق المنطقة والذي تشترك فيه كل الاطراف الشمالية تحت دعاوي الحفاظ على الوحدة اليمنية او الموت.. لقد ظل احرار الجنوب منذ 2007م وهم يدعون اشقاءهم العرب وتحديدا مجموعة دول مجلس التعاون الخليج العربية الى اعادة النظر في دعمها لتلك العصابات اليمنية التي تفتك بشعب الحنوب الاعزل الذي تعرض للخديعة تحت مسمى وهج الوحدة العربية ، او ان تدعم شعب الجنوب بنفس دعم تلك "الاطراف الشمالية" المخاتلة والمعادية لامن واستقرار المنطقة بتكليف قوى خفية ، باتت حاليا واضحة، ليس للقيادات بل وللعامة من شعوب المنطقة ،ولكن لم يستجب احد لاصوات العدل والخير والحق.. حتى حدث الغزو الثاني للجنوب بدعم فارسي وغيره معلن وغير معلن، مما ادى الى ادراك دول المنطقة الى ان المخاطر لم تعد في خط دفاعهم، بل وصلت الى ابواب قصورهم العامرة، وقد ادى ذلك الى تدخل دول التحالف العربي في نهاية مارس2015 بضربات جوية تجاوب معها شعب الجنوب وحراكه الجنوبي وحقق النصر المؤزر بهزيمة المشروعين التمزيقيين الفارسي والتركي بعد اربعة شهور من توغل اذرع تلك المشاريع في بعض اجزاء من عاصمة الجنوب عدن ،كما تحركت في22مايو2015 قيادات جنوبية بارزة الى بروكسل في طليعتها الزعيم السيد عبدالرحمن الجفري والمناضل الاستاذ عبده النقيب والمناضل الاستاذ احمد عمر بن فريد ومناضلين اخرين ، واقنعوا اعضاء برلمان الاتحاد الاوربي بفشل اعلان الوحدة اليمنية وان امن واستقرار المنطقة يتطلب قيام دولة الجنوب العربي كبديل للحرب والصراع الذي امتد الى الاقليم.. ولكن فضل التحالف العربي خيار تحالفه مع الاطراف "الشمالية" التي لاتحظى بقبول الشعب في الشمال الذي ذاق ويلات فسادها وعبثها على مدى مايقارب من نصف قرن ، وتعمل وفق اجندات متعددة ، وهكذا لم ينصف التحالف العربي الشعب العربي الجنوبي ولم يتفهم لمعاناة الشعب الشمالي ،وهكذا طالت الحرب الى عمرها الخامس وسط تغيرات وتوترات اقليمية ودولية خطيرة جدا على امن واستقرار دول وشعوب المنطقة ،وعلى الامن والسلم الدوليين ، ولن يتحقق الامن والاستقرار غير بالعودة الى ماقبل عام1990م..
الباحث/ علي محمد السليماني