هكذا وبلمحة بصر و بضغطة زر من قادة الإصلاح تغير الخطاب الإعلامي الإخوان اليمني الذي أستمر طيلة الأربعة الأعوام الماضية من وصف القوات المسلحة الإماراتية بالاحتلال في الأراضي الجنوبية لليمن , وإستثناء القوات المسلحة الإماراتية بالساحل الغربي ومأرب الشماليتين من ذلك الوصف السياسي الإخواني .
لم نسمع نغمة إحتلال أو حتى أطماع إماراتية على موانئ الحديدة أو مضيق باب المندب العالمي لأنه يصب في مصلحة الشمال , رغم تواجد قوات وعتاد إماراتي يفوق وبكثير ماهو موجود في عدن وشبوة وحضرموت وسقطرى , أتمنى من أي جنوبي غرر به أن يعيد حساباته من قصة قميص يوسف السيادي الباطل (السيادة الإخوانية) .
نشرت قبل أكثر من عام مقال بعنوان (القوات الإماراتية .. ستنسحب من مأرب الإخوانية) ويمكنكم الرجوع للمقال المنشور , وصلت الإمارات العربية المتحدة لقناعة تامة بإستحالة إستمرارها بمناطق يسيطر عليها حزب الإصلاح الإخواني لحمايتها والدفاع عنها من مليشيات الحوثي الإنقلابية .
أول خيانة يتعرض لها التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية كانت في مأرب وراح ضحيتها العشرات من جنود التحالف غالبيتهم من خيرة شباب الجيش الإماراتي , وكان بالإمكان سحب جميع قواتهم من مأرب ولكنهم أثروا الإستمرار من أجل أمنهم القومي ومساعدتنا للخروج من هذه الكارثة الحوثية .
الخلاف الذي بين الإمارات وتنظيم الإخوان المسلمين الدولي هو بسبب تآمر الإخوان لقلب نظام الحكم في أبوظبي , ويقظة الجهاز الأمني الإماراتي حالت دون نجاح المؤامرة ووأدها في مهدها , بعدها تحولت الإمارات من السلم للحرب كردة فعل طبيعية حركتها غريزة البقاء وحب الوطن والانتماء إليه والحفاظ على شعبه ومكتسباته .
لو غيرت الإمارات من حالة العداء التام مع تنظيم الإخوان المسلمين الدولي , لوجدت إخوان اليمن مناصرين لها إلى أبعد الحدود , ولكنها الثوابت الوطنية والقيم الإنسانية والمبادئ والعادات والتقاليد حالت دون ذلك .
اليوم وبعد أربع سنوات من وصف القوات المسلحة الإماراتية في جنوب اليمن فقط وليس بشماله بالاحتلال من قبل بعض من أبواق الشرعية والإخوان , وبعد سحب تدريجي للقوات الإمارات في مأرب ومناطق أخرى , نسمع الوصف الإخواني الشيطاني الجديد بأنه خذلان الإمارات للتحالف العربي , هكذا هم دائمآ عندما يشعرون بالخطر .
من خذل التحالف واليمن والدين والعرض هم شرعية الذل والهوان وإخوان اليمن , هم شركاء بالمؤامرات وشركاء مع القوة المسيطرة على صنعاء أي كان نوعها أو فكرها أو إنتمائها , خذلوك يا صنعاء ويتأمرون عليك يا عدن , ولكن مشيئة الله هي الغالبة دائمآ وأبدا .
بالفعل تفكر الإمارات بسحب جزء كبير من قواتها في كثير من المناطق الآمنة , والتي ساهمت الإمارات إسهاما مباشرا في عودتها لطبيعتها من خلال تأهيل قوات محلية لحفظ الأمن والإستقرار والدفاع عنها .
التوتر في مضيق هرمز وإستهداف ناقلات النفط كانت الفرصة السانحة لسحب القوات المسلحة الإماراتية تحت ذريعة نشرها على الأراضي الإماراتية بسبب الوضع العسكري المتأزم بين أمريكا وإيران .
كتبت بمقال سابق منشور ( إنسحاب الإمارات .. ستدفع ثمنه الشرعية اليمنية ) وأراه يتحقق اليوم , نعم جنت على نفسها براقش , وضنت الشرعية وحزب الإصلاح الإخواني أن للإمارات أطماع توسعية ستحول بينها وبين أي إنسحاب لها في اليمن , لا تريد الإمارات المكوث الطويل في اليمن بسبب أن اليمن وشعبه يحتاجون لقرن من الزمان لكي يلتحقوا بركب إمارة أم القيوين وليس بالشارقة أو بأبوظبي .
ولهذا لن تستنزف الإمارات أموالها أو قواتها المسلحة في اليمن إلى أجل غير مسمى , فهي دولة غنية وكبيرة مقارنة بعدد سكان شعبها , وليست بحاجة لعدد سكان كبير أو جزر أو أراضي ستحتاج لمئات المليارات من أجل النهوض بها .
هل يدفع الرئيس الشرعي والإخوان ثمن غالي جدآ من خلال خسارتهم لشمال اليمن وجنوبه , أم أن هناك تغييرات طارئة وعاجلة في طريقة تعامل الرئيس هادي والإصلاح تجاه عمود فقري التحالف الإمارات , ستحدث في الوقت بدل الضائع .