- لا جدوى من الاستمرار في ترديد مسألة أن الحرب زيدية وشافعية، او سنية وشيعية، فهذا الأمر محل نظر، ويجب ان يخضع لمراجعات حتى نفهم الحقيقة، ولنبحث وعن تشخيص للمشكلة وحلول حقيقية لها.
- التسليم بهكذا منطق لا يحل المشكلة بل هو أشبه بذر الرماد على العيون، الحرب لم تكن زيدية شافعية، فببساطة شديدة معظم من يقاتل مع الحوثي اليوم هو الخزان البشري الشافعي ( تعز - إب - ذمار) وفي الاطار العام ينسف فكرة (الحرب سنية وشيعية) باعتبار ان كل شافعي هو سني أصلاً.
- الحرب هي الحرب، قامت وستستمر لوجود مصالح، لا يهتم أصحابها بأي مذهب كانوا، هذه الحقيقة تجاوزت حتى كونها حرباً خاضعة للمحاصصات الجغرافية، بإمكانك فقط النظر إلى أكثر من يستميت للدفاع عن الوحدة في مفارقة عجيبة ستجدهم اكثر من تضرر منها شمالا وحنوباً، فلدينا في الجنوب وحدويين اكثر من الشمال وهم بهذا قد ارتكبوا جريمتين:
الاستمرار بوحدة دمرت الانسان قبل البنيان، والأخرى، بأنهم انحازوا لعدو أهلهم، وارتضوا لأنفسهم أن يكونوا أدوات مقابل فتات يرمى لهم ككلاب ضالة تتجول بين مقالب القمائم لتقتات لقمة عيشها حتى وان كانت ممتلئة بالقذارة.
- الحرب في اليمن ببساطة هي حرب الجهل والتخلف الذي جثم على اليمن طوال عقود هذا الأمر يبدو واضحاً وجلياً في الشمال، بينما جنوباً كان اقل وطئة ولذلك انعتق سريعاً وانحاز الى قضيته الوطنية، ولجأ الى تصديرها في المواجهة بعيداً عن اغراقها في دوامة التجاذبات السياسية، بينما يرزح الشمال تحت وطأة جهل تحرص النخبة السياسية على بقاءه طويلاً لضمان السيطرة على عقول وأدمغة الاتباع ليسهل استخدامها في حرائق الدمار والخراب، وليتمكن تجار الحروب من الجلوس على كراسيهم على حساب جماحم البسطاء.
- الخطر الأكبر في الحرب في اليمن هي استمرار قلة متنفذة تتلاعب بمصير البلاد والعباد، حتى وان حاولت الباس المعارك عديد اثواب ابتداء من الوحدة او الموت، أو الردة والشرعية، ومؤخرا الدواعش، والاحتلال الاماراتي، وعديد مسميات لن يعدموا اطلاقها ووسم الحرب بها لاستمرار جرف عقول الاتباع المشبعة جهلاً ورعباً وفقراً وجوعاً، وما تلك المسميات الا لمداعبة عواطف البسطاء لتسهيل حشدهم، ولعلها ابر تخدير حتى للمنخرطين في الحروب.
الحرب في اليمن:
هي حرب مصالح شمالاً وانتماء ووطنية جنوباً.