هل كان غريفيث حجر عثرة في طريق السلام في اليمن ؟

2019-05-29 17:51

 

قلناها سابقا ونكررها هنا ان المبعوثين الدوليين هم اساسا جزء من المشكلة ولم يأتوا من اجل الحل , بل انهم مجرد موظفين لدى الدول الكبرى ووكلاء شركات السلاح وموظفي مخابرات .

ومن البديهي أن الدول الكبرى لا يمكن ان تسمح بترشيح مبعوث إلا ان يكون موظف لديهم !! وهذا ليس سر نكشفه الآن إنما هو سياسة متبعه لديهم .

 

في الأزمة اليمنية تتابع عليها مبعوثين بدأ من جمال بنعمر ومرورا بالمورتاني( ولد الشيخ) الى ان وصل البريطاني المستر مارتن غريفيث .. هؤلاء كلهم لم يكونوا نزيهين في تعاملهم مع الحرب في اليمن وكان انحيازهم الى الجانب الحوثي واضح جدا ظهر في تصريحاتهم وافاداتهم التي لم يذكروا فيها عدم شرعية الانقلاب .

هذه المواقف كانت واضحة من الجميع ولكن السيد غريفيث اظهر انحيازه الواضح الى الجانب الحوثي في احاطته الأخيرة في مجلس الأمن عندما تعامل مع ما سمي انسحاب الحوثيين من موانئ الحديدة من جانب واحد واعتبر هذا مؤشر جيد وبارك تلك الخطوة التي هي في الأساس كذبة كبرى من الجانب الحوثي لانهم سحبوا مجموعة افراد من مليشياتهم وحل محلها مجموعة اخرى من نفس المليشيات !!

هذه الخطوة جعلت الحكومة الشرعية تصرح بعدم نزاهة المبعوث الدولي (غريفيث) عندما باركها في احاطته الأخيرة مما حدى بالرئيس عبدربه منصور بالشكوى لدى الامين العام للأمم المتحدة المستر ( ) الذي هو ايضا موظف لدى الولايات المتحدة الأمريكية !! .

البعض يقول ان خلاف الشرعية مع غريفيث سببها قوله يجب اشراك الجنوبيين في اي مفاوضات مقبله !! وفي الحقيقة ليس هذا هو الخلاف الحقيقي لأن الرجل لم يكن محايدا منذ قدومه الى اليمن وما هذا القول (اشراك الجنوبيين) إلا تحصيل حاصل لأن الجنوبيين فرضوا امر واقع جعل من غير الفيد لحل الأزمة تجاهلهم بعد اليوم .

كما ان حقيقة المستر غريفيث هي انه موظف بريطاني يسعى لمصلحة بلاده على حساب اليمن ولا ننسى ان ملف قضية اليمن في الأمم المتحدة بيد بريطانيا وتحت تصرفها .. وبريطانيا الآن تعاني من قضية (البروكسيت) الخروج من الاتحاد الأوربي وهذا سيكلفها كثيرا جدا وتم منحها ملف اليمن من قبل الولايات المتحدة كمساعدة لها في المستقبل لتتصرف في الشأن اليمني كما تريد ووفق مصالحها ! .

في معركة الحديدة عندما كانت قوات العمالقة وقوات الشرعية قاب قوسين من تحريرها صدرت الأوامر من لندن بالتوقف فورا وإلا !!!!؟؟ .

ومن تلك اللحظة تنبهت الشرعية ان عمل غريفيث ليس لحل الأزمة اليمنية بل لتعقيدها وتسييرها واستثمارها وجاء وزير الخارجية البريطاني الى عدن لتسليم اوامر التوقف وعدم دخول الحديدة !! .

 

إذا غريفيث لم يأتي من اجل حل الأزمة وإنهاء الحرب بل جاء موظف بربطاني ينفذ سياسة بريطانيا الجديدة في اليمن التي ترتكز على رعاية مصالحها والبحث عن مصادر دخل تعوض خسارتها جراء خروجها من الاتحاد الأوربي وتضمن مستقبل مصالحها في المنطقة التي تشهد تقاسم نفوذ كالذي حصل في مؤتمر يالطا .

 

غريفيث لن يكون مبعوث سلام لليمن وقد قلنا هدا الكلام قبل الان .وبريطانيا لا تدعم انفصال الجنوب لانها اليوم تريد السيطرة على اليمن أيضا !! وسلم لها بموافقة دولية كمنطقة نفوذ بعد تخليها عن العراق لأمريكا .

 

وفي الختام نرى ان غريفيث فعلا كان حجر عثرة في طريق السلام في اليمن لان السلام لم يكن الهدف الذي عين غريفيث من اجله .

كان طول فترة مبعوثيته الى اليمن يحابي الطرف المتشدد (الحوثي) ويقوم بزيارتهم والتعامل معهم قبل ( الشرعية) . وكان يتعامل مع الحوثيين كشرعية فعلية ومع (شرعية الرياض) كمعارضة لهم فقط !! الامر الذي لم يعد مقبولا للشرعية التي تحاول إنهاء الصراع في اليمن في اسرع وقت ممكن وتقدم التنازلات من اجل ذلك .