خطأ تكتيكي وعسكري جسيم وقعت به مليشيات الحوثي بفتحها جبهة الضالع , لقد تحولت معركة الضالع من الهدف المرسوم لها من قبل مليشيات الحوثي للضغط على القوات الجنوبية بالساحل الغربي من أجل الإنسحاب من ضواحي الحديدة إلى حرب إستنزاف ستدفع مليشيات الحوثي هذه المرة ثمنا باهظا جدآ .
هي أول معركة أو مواجهة مباشرة بعيدا عن عاصفة الحزم بين الشمال والجنوب بعد معركة صيف 94م , مليشيات الحوثي هي المسيطر الفعلي الميداني والوحيد على شمال اليمن , وبالتالي هي الأقوى عسكريا في وقتنا الحالي , وهزيمتها وردعها عن التوغل بالأراضي الجنوبية يدشن مرحلة ظهور الجيش الوطني الجنوبي العملاق , هذا الجيش كان ثمرة نضال الشعب الجنوبي وعدالة قضيته .
وما ألوية مأرب وتعز وغيرها سوى قوات وهمية بكشوفات الرواتب فقط , وعلى الجنوبيون تخطي صفحة الماضي والحاضر نحو المستقبل القريب بإذن الله تعالى .
من أبجديات العرف العسكري هو أن أعداد المهاجمين يجب أن تكون أضعاف مضاعفة من أعداد المدافعين لتكسب المعركة , ناهيك عن كمية العتاد والسلاح والآليات والذخيرة التي يجب توفرها على مدار الساعة ( الدعم اللوجستي ) وهذا مالا تستطيع توفيره مليشيات الحوثي حاليا بعد أربع سنوات من المعارك المتواصلة , أما إذا طال أمد المعركة في جبهة الضالع لأكثر من شهرين فهذا يعني هزيمة نكرا لمليشيات الحوثي بسبب إفتقارها للدعم اللوجستي .
هذه المعركة لا أهداف إستراتيجية لمليشيات الحوثي فيها كميناء ومدينة الحديدة , وكان الهدف الوحيد هو كسر الروح الوطنية والقتالية لدى الجنوبيون , ولهذا يجب أن تكون خطتنا إستنزافية وليست تحرير للأراضي والدخول بعمق الأراضي الشمالية , ويجب أن يكون التقدم بعد قعطبة بطيء جدآ مع فتح ثغرات مقصودة لجرهم وإبادتهم .
موازين القوى لصالحنا بحمد من الله ورعايته ثم برجالنا الشجعان الأوفياء وبدعم دولة الإمارات العربية المتحدة ممثلة بقواتها المسلحة الإماراتية .