ما هي خيارات إنهاء الحرب في اليمن ؟ (الحلقة الثانية والأخيرة)

2019-05-16 10:43

 

في تقرير هام صدر منذ أيام شارك في كتابته ثلاثة من المحللين السياسيين الأمريكيين :

خطة حقيقة لإنهاء الحرب في اليمن جاء التقرير في عدة صفحات وسنقدم لكم ملخصا ً لأهم ما جاء فيه:

أقل الخيارات سوءا :

  • إذا ما الذي يمكن أن تفعله الولايات المتحدة لوقف القتال ؟

الحل الوحيد هو:

على المدى القريب زيادة الدعم الأمريكي للتحالف العربي وتمكينه من السيطرة على الحديدة ومن ثم إجبار الطرفين على التفاوض وإنهاء القتال والاتفاق على تقاسم السلطة.

  • يبقى انتصار التحالف العربي في الحديدة ممكنا وقد حققت القوات الحكومية خارج المدينة عددا كبيرا من الانتصارات بفضل دعم الإمارات ففي عام 2016م نجحت قوة اصغر بكثير مؤلفة من جنود يمنيين وامارتيين في السيطرة على عدن وهي اكبر بكثير من الحديدة وفي العام التالي زحفت قوات إماراتية و القبائل إلى المكلا ومنذ ذلك الحين أصبحت الإمارات وحلفاؤها  اكبر تمرسا, وهذا ظهر في معارك الحديدة لاحقا ً حيث حرر التحالف ثلاثة أميال مربعة من مساحة المدينة البالغة 17 ميلا مربعا في غضون أسبوع.
  • إن الانتصار في الحديدة سيسمح للسعوديين والامارتيين بالإيحاء إلى منافسهم الإقليمي (إيران) والى شعوبهم أيضا بأنهم أقوياء ولا يجوز استفزازهم, وفي الوقت نفسه فإن فقدان الحوثيين سيطرتهم على الحديدة سيقنعهم بأنهم لا يستطيعون الانتصار وإذا استمروا في القتال فقد يفقدون سيطرتهم على صنعاء وغيرها من المناطق التي استولوا عليها منذ عام 2014م.
  • والحقيقة أن إيران ستشجع الحوثيين على مواصلة القتال في معركة خاسرة من شأنها أن تساعد الحوثيين على فهم أن مصالح طهران ليست مصالحهم, وبالتالي ستكون الولايات المتحدة قد فضلت التحالف الذي تقوده السعودية بدعمها لهذه الإستراتيجية.
  • وفي مقابل مساعدة واشنطن سيتبقى على التحالف قبول خطة سلام واقعية – أي خطة تلبي مطالب الحوثيين بإعادة تقسيم الدوائر الداخلية وتقاسم السلطة.
  • ومن جانب الحوثي يتبقى عليه طرد المستشارين العسكريين الإيرانيين واللبنانيين التابعين لـ(حزب الله) وقبول قوة لحفظ السلام تابعة لجهة خارجية مكونة من قوات أوروبية وعربية وافريقية بينما تخضع لقوات حلف (الناتو) أو (الجامعة العربية) أو حتى الولايات المتحدة.
  • إن التسوية التفاوضية هي الحل الأفضل للحرب وان تجدد الهجوم على الحديدة سيمهد الطريق للتوصل إليها وسيقبل الحوثيون التفاوض بعد خسارتهم المدينة ..والنصر العسكري في الحديدة سيمنح ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الغطاء المناسب الذي يحتاجه لإعلان النصر وإعادة قواته إلى السعودية.
  • وهذا النهج جرى اختياره وهو يوازي الإستراتيجية التي استخدمها الدبلوماسيون الأمريكيون لإنهاء حرب البوسنة عام 1995م ففي ذلك الحين ساعدت الولايات المتحدة القوات الكرواتية والبوسنية المسلمة على تدمير القوات الصربية – البوسنية- والاستيلاء على نصف أراضيها ومن ثم قبلت التفاوض في دايتون –اوهايو- ومن ثم تقاسموا السلطة ووافق الصرب على مضض.

أخذ الأمور بجدية :

  • تتطلب كل من المصالح والقيم الأمريكية إنهاء الحرب في اليمن حيث يهدد الصراع بدفع البلاد نحو المجاعة وقد استغل تنظيم – القاعدة – في شبه الجزيرة العربية فوضى الحرب لتجنب القوة الكاملة لمكافحة الإرهاب الأمريكية – الإماراتية – اليمنية , كما تواجه السعودية و الإمارات إضرارا دبلوماسية واقتصادية – أما إيران فهي المستفيد الوحيد في إطالة أمد هذه الحرب القذرة.
  • إن خيارات القتال يتطلب اتخاذ خيارات صعبة قد يكتب لها النجاح فعلاً وهي ليست خيارات سهلة ومن المحتمل أن تفشل , وإذا بقيت خطوط المعركة على ما هي عليه الآن فسيكون الحوثيون قد انتصروا في الحرب فعليا بعد أن استولوا على صنعاء وميناء الحديدة.
  • في المقابل إذا استولى التحالف ثانية على الحديدة فيمكنه تحمل وقف الحرب بينما ستؤدي سيطرة الحوثيين على صنعاء إلى تركهم مع بعض القدرة على المساومة فجل ما يحتاجه اليمن حاليا ً هو دبلوماسية أمريكية وأوروبية أكثر صرامة مدعومة بضغط عسكري نشط وعندها فقط سيفهم الطرفان المتحاربان أنهما إذا واصلا القتال فلن يبقى أمامهما إلا الخسارة.

 

  • شارك في التقرير كل من :
  • مايكل نايتس هو زميل أقدم في معهد واشنطن، وكان قد زار جبهات القتال في الحديدة مرتين خلال العام الماضي. كينيث بولاك هو باحث مقيم في "معهد أمريكان إنتربرايز". باربارا والتر هي أستاذة العلوم السياسية في كلية سان دييغو للسياسة والإستراتيجية العالمية في جامعة كاليفورنيا.
  • عرض وتلخيص : د. علوي عمر بن فريد