السير السلطان صالح بن غالب بن عوض بن عمر القعيطي، (1301- 1375هـ /1884-1956م تولى الحكم عام 1936م، بعد وفاة عمه السلطان عمر بن عوض القعيطي , وقد قيل عنه أنه ليس سلطانا وحسب بل موسوعة متحركة الأرض الحضرمية .
حول سلطنته إلى سلطنه دستورية و أوجد رحمه الله نظام الفصل بين السلطات وكون مجلس دولة (مجلس وزراء) ينتخب أعضاؤه من قبل المواطنين الحضارم وحول موقع السلطان الحاكم بأمره إلى سلطة رمزية له صلاحيات محدودة وراتب محدد ومقطوع لا يستطيع أنه يمد يده إلى خزينة الدولة وينفق ويتصرف بما حدد له من مرتب شاملا فواتيره للماء والكهرباء ووقود سياراته .
ولقد قيل عنه أيضا إنه وحيد عصره وفريد دهره، فهو العالم والفقيه والمحدث والأديب والفيلسوف والميكانيكي والملم بعلوم الطبيعة، مثقف يجيد قراءة وكتابة ونطقاً خمس لغات أجنبية هي (الانجليزية، الفرنسية، الألمانية، الفارسية والأردو) وله مؤلفات كثيرة وكانت نظرته إلى الحكم وواجباته تختلف عن نظرة غيره ممن سبقه من السلاطين لثقافته الواسعة ووعيه وغزارة علمه وإيمانه القوي بالله، حيث ينظر إلى البلاد أنها أمانة في عنق الحاكم الذي عليه أن يسعى بكل الطرق والوسائل لتقدمها ورفاهيتها وليست عقاراً خاصاً به يستنفعه لمصلحته الخاصة.
من مؤلفات السلطان صالح:
(1) مصادر الأحكام الشرعية، مطبوع في ثلاثة أجزاء.
(2) الآيات البينات الدالة على وجود خالق الكائنات (مطبوع).
(3) التعبد بأحاديث الآحاد (مطبوع).
(4) الملاحة البحرية في مجلدين (مخطوط).
(5) رسالة في الهندسة (مخطوط).
(6) رحلة إلى دوعن (مخطوط).
(7) مفردات القرآن (باللغة العربية والأردو) لم يطبع وغيرها من مؤلفاته.
موقع "شبوه برس" أطلع على موضوع طريف يتعلق بوفاة السلطان صالح رحمه الله تعالى بواسع رحمته حيث نسبته صحيفة عربية إلى إمارة الكويت وتلقينا الموضوع من أحد الأصدقاء ننشره كما ورد :
تاريخنا من الإرشيف المصري : هل كان السلطان صالح كويتيًا ؟
هذا ما تشير إليه صحيفة مصرية رسمية بأن السلطان صالح من الكويت !! حيث كانت الصحف والمجلات المصرية تبدي اهتمامًا لا بمقالات كتاب حضرموت وأدبائها بل تعنى بتسجيل كل ما كان ذا شأن يعتمل في حضرموت ، ومن ذلك وفاة سلطانها الشهير صالح بن غالب القعيطي الذي وافته المنية في منتصف عام 1956 فتناقلت صحف مصر ذلك الخبر الجلل ومن بينها صحيفة ( الجمهورية ) التي انفردت بتفجير تلك المفاجأة الخبرية وهي أن أشهر حكام حضرموت المعاصرين كان ( من الكويت ) ، وذلك في عددها الذي حمل رقم ( 892 ) الصادر بتاريخ 29/5/1956 وكان سياق الخبر المنشور على هذا النحو :
" العنوان : وفاة سلطان من الكويت
عدن ، في 28 -و.ا.ع- توفي السلطان السيد صالح غالب من الكويت مساء أمس في مستشفى مدني في عدن وهو في الثامنة والسبعين ، وكان قد أجريت له جراحة في عظمة الفخذ على أيدي جراحين أخصائيين من لندن وقد نقل جثمانه بالطائرة إلى المكلا " .
وإلى هنا انتهى الخبر .
فمن هو هذا السلطان الكويتي الذي قضى ساعاته الأخيرة في الجنوب ونحن نعرف أن حكام الكويت يحملون لقب أمير لا سلطان ولماذا اختار عدن لعلاجه ولماذا يدفن في المكلا بعد موته أم إن ثمة مدينة كويتية تدعى المكلا ، أما السلطان صالح بن غالب فكلنا نعرف أنه كان حضرميًا ، يافعيًا في أصوله هنديًا في نشأته لكنه لم يكن كويتيًا ساعة من الزمان اللهم إلا ساعة نشر تلك الصحيفة المصرية .
لا شك أن الأمر يعود – كما أرى – إلى خلل في القراءة لنص الخبر المأخوذ من وكالة أنباء عدن كما رمزت لها الصحيفة بأحرفها الأولى ( و.ا.ع ) ، حيث كان الخبر في تصوري مكتوبًا باللغة الإنجليزية إذ كانت عدن آنذاك مستعمرة إنجليزية . ومنشأ الخلط أتى من تهجي كلمة لقب ( القعيطي ) التي تصبح مشابهة بأحرفها الإنجليزية كما لا يخفى لكلمة ( الكويتي ) ، وهو خطأ معهود في قراءة أسماء الأعلام للأشخاص أو المناطق من لغة لأخرى حيث تصبح تلك الكلمات وكأنه خلقت خلقًا آخر ، وكان من أطرفها في حضرموت ترجمة منطقة ( برع السدة ) إحدى أحياء مدينة المكلا القديمة من هجائها الإنجليزي إلى منطقة ( بر السادة ) !!
ومثله حدث مع تلك الصحيفة حيث استحال ( القعيطي ) إلى ( الكويتي ) ، فتصرف فيها محرر الخبر إذ فهم من تلك الكلمة أن السلطان المغفور له كان كويتيًا ، ولعله كان يظن أن عدن والمكلا مدنًا تابعة للكويت ، والحقيقة أنه لم يبعد كثيرًا إذا أخذنا في الاعتبار أن تلك المناطق الثلاث كلها كانت جميعًا حينها يجمعها التاج البريطاني .
أحمد هادي باحارثة – القاهرة
2/7/2010