علمتني الحياة أن بضاعة هذا الزمان هي الكذب والخداع والخيانة , ومع هذا لم أتعلم غير الصدق والوفاء والأمانة , علمتني الحياة أن البعض قد لا يفكر بغير مصالحه الخاصة , فتعلمت أن مصلحتي تكمن في مصلحة وطني وشعبي .
ستعادي وستعادى من قبل الكثيرون , بسبب مواقفك التي يعتبرها البعض من تراث الماضي الجميل ولم تعد صالحة للاستهلاك الآدمي في عصرنا الحديث , ومع هذا أثبت على الحق ولو كنت وحدك , وقد تخسر الجميع بسبب دفاعك المستميت عن القيم والمبادئ والثوابت التي تؤمن بها , ولم يعد لها وجود بقاموس الواقع المعاصر , وسينعتك الآخرين بالمعتوه أو بالغبي الساذج لأنك تغرد خارج سرب العمالة والأرتزاق .
نعم , نبيل الصوفي يشعر بالندم على تلك الأيام والسنين التي قضاها في الركض خلف الأفكار والمفاهيم التي لم ينزل الله بها من سلطان , ونفس الشعور نشعر به نحن أيضآ , ولا ضير أن يعيد المرئ حساباته ويعترف بخطائه ويصحح مساره , بل الضير فيمن لا زال يعيش سعيدا في كنف عبودية السيد أو الزعيم أو المرشد .
لا تنتقصوا من نبيل الصوفي إلا بعد أن تعيشوا تجربته في جبهات القتال بالساحل الغربي , وتفترشوا التراب وتلتحفوا السماء وتنتظرون بأي لحظة سقوط قذيفة أو صاروخ أو طلقة نارية أو عبوة ناسفة تنهي صلتك بهذه الحياة الدنيا وتنقلك إلى الدار الآخرة .
قلما نجد مثل نبيل الصوفي الذي فضل جبهات القتال على الفنادق والقصور , فتحية لك من الأعماق إلى الأعناق فأنت تستحق حتى الآن كل الإحترام والتقدير .