نعم هذه هي الحقيقة المرة التي يحاول البعض التهرب منها أو من مجرد الحديث عنها , تقبل النقد الموضوعي الهادف قلة من يتقبله ويستفيد منه لتصحيح مساره الخاطئ نحو النجاح , والبعض الآخر قد يشكل عبئ ثقيل على رفيقه أو قريبه أو صديقه بمعروف أسدى له في وقت عسرة ويريد ثمن لذلك المعروف بمنصب أو مكسب , أو رفيق نظال شاركه بالحلوة والمرة واليوم يريد ثمن لذلك .
والبعض ممن ثبت فشله الإداري والأمني والقيادي مصر على عدم ترك منصبه لمن هو خير منه وأجدر وأقدر على تقديم مالم يستطع أن يقدمه المناظل أبو زيد الهلالي , نعم تجريب المجرب هو تكريس لتخريب المخرب , ويعد ذلك كارثة على الوطن والمواطن , إن إعادة إنتاج الفاسدين والفاشلين لا تقل خطورة عن خيانة الأمانة والوطن .
الوطن للجميع بكافة إنتمائاتهم وفئاتهم وأطيافهم السياسية والفكرية , وليس الوطن والجميع لي أنا فقط , فلنفسح المجال لقيادات وكوادر مؤهلة جنوبية قد تختلف معنا ببعض الأفكار والرؤى , ولكنها جديرة بأن تتحمل عبئ تلك المناصب , ولها القدرة الإدارية و الفكرية والإبداعية لإدارة شؤون مرافقها على أكمل وجه وتلتقي معنا بنفس الهدف السامي .
أهل الثقة إن كانوا غير مؤهلين لأن يكونوا رجال دولة وغير قابلي للتطور فلا خير فيهم إن تشبثوا بمناصبهم , ولا خير فينا إن لم نصارحهم أو نلزمهم بأن يتركوا المجال لغيرهم , فرحيلهم أهون من أن يتحمل الوطن والشعب أخطائهم وتقصيرهم وفشلهم الأمني والإداري .
إن كنا ننشد وطن , فالوطن له رجاله الذين وهبهم الله قدرات ومهارات قد نفتقرها بمن حولنا من أهل الثقة والقربى والأصدقاء ورفقاء النظال والسلاح , أما إذا كنا نبحث عن مكاسب شخصية أو مناصب قيادية حينها سنضحي بالوطن والشعب من أجل أهدافنا الخاصة .
أتمنى أن تصل رسالتي هذه لكل القوى السياسية الجنوبية دون إستثناء قبل فوات الأوان , الفرصة الذهبية تأتي عادة لمرة واحدة ومستحيل أن تتكرر مرة أخرى .