الرئيس الراعي الاول للفساد

2018-11-03 12:58

 

• إن أسرع طريقة لتدمير أمة: اغراقها في الفساد، والكارثة تكون مضاعفة حينما يكون على رأس الفاسدين مَن أوكل لهم تسيير امور الشعب.

 

• في بلدٍ مثل اليمن شماله وجنوبه تم اخراس صوت الشعب، ليتحول الحال إلى: "لا صوت يعلو فوق صوت الفساد" كان الفساد هو الصوت المسموع وصاحب النفوذ الأقوى، والمعزوفة الوحيدة التي تشنف آذان المسؤولين.

 

• بل أننا ابتدعنا مقياساً جديداً لاستحقاق المناصب والتعيينات، فدأبت القيادة السياسية طوال 30 سنة على اعتبار اللصوصية هي مؤهل الحصول على المنصب، وكلما زادت براعة أحدهم في السرقة كان حظه أكبر في في الترقي بشكل أسرع.

 

• لكن الحال يختلف قليلاً على المستوى السياسي فالاختيار كان يخضع لمعايير أشد صرامة فاللصوصية لم تكن كافية وليست المقياس الوحيد، لذا كان لابد من توافر عديد صفات، كان أهمها: الكذب والخداع لضمان استحقاق صاحبها الدخول إلى الحظيرة السياسية.

 

• ولاننا دولة الفرد الواحد كان بلاط الرئاسة يتلقفهم ويقربهم إليه اكثر فأكثر، ويحرص على استمالتهم بكافة الوسائل، وتم تمكينهم من التغلغل في مفاصل الدولة، جرى الأمر ببساطة شديدة: قم بتعيين لص صغير يسرق الفتات ويبعث النصيب الأكبر للمسؤول الأعلى وهكذا إلى ان نصل إلى الرأس الكبير (الرئيس).

 

• كان ذلك المنصب هو المظلة التي يستظلون بها والمأوى الأول، والملاذ الآمن لكل تلك الاختلاسات، وفي بلد يرزح تحت وطأة الفقر، ويحتل ذيل الدول الفاسدة، لم نكن نسمع بوجود قضايا لاختلاس المال العام، برغم ثراء هؤلاء السياسيين المتسارع والغير مبرر.

 

• الفساد هو من يحكمنا الآن، هو أشبه بالادمان الذي يصيب صاحبه فلا يستطيع ان يتخلص منه، يعاضده وجود رفقاء السوء الذين يغذونه ليل نهار، فلا يستطيع صحابه ان يتخلص منه، فكيف حينما يكون راعي الفساد هو صاحب اعلى منصب بدرجة (الرئيس)!!

 

• يصر الرئيس على اعادة انتاج تلك الأدوات الفاشلة، ويسابق لرضاهم، في ترجمة حقيقية لقوة الدولة العميقة، التي يمسك بتلابيبها ثلة من العصبات، يتحركون وفق مصالحهم، وهم على استعداد لهدم كل ماتحت سماء اليمن عدا معابدهم، ويجتمعون كالأكلة لافتراس كل من يحاول الاضرار بهم، يدركون ان سقوط احدهم يعني سقوطهم توالياً كأحجار الدومينو، فمعركتهم الحالية ضد الشعب هي معركة وجود، وكما يقال بالعامية: (يا كلنا والا نفجره).

 

#ياسر_علي