القاعدة تحرق غابات أوروبا
انطلقت 3 أكتوبر/تشرين الاول في موسكو أعمال الاجتماع الدولي الحادي عشر لرؤساء الأجهزة الأمنية. صحيفة "روسيسكايا غازيتا" تابعت جلسات ذلك الاجتماع وتوقفت عند ما أعلنه مدير هيئة الأمن الفيدرالية الروسية ألكسندر بورتنيكوف عن وجود شبكة تخريبية تابعة لتنظيم "القاعدة" تنشط في أوربا منذ فترة طويلة وتتولى إضرام حرائق الغابات في بلدان الاتحاد الأوروبي دون أن تتنبه أجهزة الاستخبارات الأوروبية لوجودها.
وأعلن بورتنيكوف كذلك أن تنظيم "القاعدة" بدأ باتباع استراتيجية ما يسمى بـ "ألف وخزة" موضحا أن هذا النوع من الأعمال التخريبية لا يحتاج إلى التدريبات خاصة أو تحضيرات مطولة، ولا يتطلب تقنيات خاصة أو تكاليف مالية كبيرة لتنفيذه، لكنه مع ذلك يحدث خسائر مادية ومعنوية جسيمة. وبحسب رئيس جهاز الاستخبارات الروسية فإن فرص نجاح الأجهزة الأمنية في الكشف عن مشعلي الحرائق ضئيلة جداً.
وأكد بورتنيكوف أن ذلك ليس إنشاء من وحي الخيال بل واقع ملموس، فالمنتديات والمواقع المتطرفة تحتوي على إرشادات حول ترتيب وتدبير أعمال "جهاد الغابات" بما في ذلك إرشادات تتعلق بأماكن إشعال الحرائق وأساليب الهروب السري من المكان دون ترك أي أثر.
وتحدث بورتنيكوف عن إعداد الإرهابيين الروس في الخارج، وخصوصاً أن أفراد العصابات في شمال القوقاز يتلقون تدريبات في مناطق النزاعات الملتهبة. وتجري الأجهزة الأمنية الروسية تحقيقات متعمقة ومكثفة حول ما يشاع عن مشاركة مواطنين روس منحدرين من جمهوريات شمال القوقاز، في المجموعات المسلحة المناوئة للأنظمة، في المناطق الحدودية بين أفغانستان وباكستان وفي سورية.
وجاء في كلمة بورتنيكوف أن زعماء الجماعات الإرهابية يولون اهتماماً خاصاً لتطوير مصادر الإنترنت، التي تحتوي على مواقع تـُمكـّن أي شخص يرغب في معرفة كل شيء حول أساسيات الأعمال التخريبية، وأساليب العمل السري، وحتى تصنيع المتفجرات. وبالإضافة إلى ذلك يتم فتح أقنية جديدة لتهريب الشباب إلى المراكز الدراسية ومعسكرات تدريب المقاتلين ومن ثم إلى المناطق الساخنة من أجل الحصول على خبرة عسكرية حقيقية.
وأورد بورتنيكوف أمثلة على التعاون المثمر بين الأجهزة الأمنية في دول مختلفة، كتوفير الأمن للمشاركين في مختلف الأنشطة الدولية الضخمة السياسية منها والرياضية، مشيرا إلى أنه تم كشف وإحباط الأنشطة الإجرامية لأكثر من 30 عضواً من المنظمات الإرهابية الدولية خلال فترة الإعداد لقمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ. التي عقدت في أوائل شهر سبتمبر/أيلول الماضي، في مدينة فلاديفوستوك الروسية.
