عقب انسحاب الفريق الجنوبي المشارك في مؤتمر الحوار اليمني في صنعاء، تلقيت اتصالا من المناضل الجنوبي علي حسين البجيري، حذر في الاتصال حينها من مغبة التعرض للفريق الجنوبي بقيادة المناضل محمد علي أحمد.
وأصر حينها البجيري أن أدون أمام أسم الرئيس عبدربه منصور هادي صفته بـ(رئيس الجمهورية العربية اليمنية)، وكرر نقول لرئيس الشمال "إن قبائل العواذل في مكيراس ولودر مسقط رأس محمد علي أحمد تحذر من المساس بأي من اعضاء الفريق الجنوبي الذين كانوا محاصرين في فندق تاج سبأ بصنعاء".
كان يومها البجيري يتحدث في الهاتف بحرقة، جراء ما تعرض له الفريق الجنوبي المشارك في مؤتمر حوار صنعاء من اقصاء وطرد، وانسحب الجميع من مؤتمر الحوار وانسحب البجيري وهو يكن العداء لهادي وفريقه، حتى انه قال لي ذات يوم ان هناك من ينطلق من منطلقات جهوية مناطقية ضد العواذل، لا ادري ربما كان يقصد الرئيس هادي.
طالما كانت لودر ومكيراس السباقة في تقديم الشهداء والتضحيات في معارك كان هادي أبرز من يخرج مفتخرا بما تحقق، لست في صدد الحديث عن ماذا قدم هادي لأبين، فسكان قرية ذكين (مسقط رأس هادي)، أكبر احلامهم الحصول على شربة ماء.
تتعرض أبين (من الشرق الى الغرب) للعقاب من العديد من الاطراف وفي طليعتها هادي الذي يعاقب لودر نكاية بمحمد علي احمد المقيم في (بحبوحة) ببريطانيا.
فقدت منطقة العواذل والجنوب عامة يوم أمس واحدا من أبرز رجال وكوادر الوطن الأمنية، وهو العميد حسن أحمد البركاني، الذي قدم جل حياته في سبيل العمل الأمني منذ سبعينات القرن الماضي.
رحل العميد البركاني بعد ان هُمش في عهد الرئيس عبدربه منصور هادي، حتى اضطر الى البقاء في منزله يصارع المرض إلى ان تمكن الاخير من التغلب عليه أخيرا ليرحل عن الدنيا الفانية.
ظل البركاني يتألم، العميد الذي خدم في الأمن لأكثر من 40 عاماً، في حين حصل آخرون على رتب مماثلة لرتبته في غضون ايام قلائل، لا لشيء، لكن لأنهم خارج منطقة العواذل، كما بات متعارف عليه.
لست عنصرياً، ولكن الوقائع على الأرض تؤكد العنصرية التي يتعامل بها هادي وفريقه تجاه منطقة العواذل.
قبل نحو عامين اغتيل رئيس عمليات اللجان الشعبية في محافظة أبين حسين الوحيشي وشقيقه، كتبت حينها "لماذا لم يعز هادي الشيخ سالم الوحيشي في استشهاد نجليه؟".
من لا يعرف الشهيد حسين الوحيشي الذي كان على استعداد لتقديم حياته دفاعا عن الرئيس هادي، وكان أحد رجال أبين الذين قادوا معركة كسر شوكة السقاف في عدن.
ظل الفقيد حسن أحمد البركاني يصارع المرض في مسقط رأسه إلى ان توفاه الأجل يوم أمس، دون ان يسأل عنه احد، لسنا في صدد التذكير
بالتجاهل الرسمي والحكومي (لمعاناة العميد حسن أحمد)، بدءاً من رئيس جهاز الأمن السياسي مرورا بوزير الداخلية الذي يبدو مشغولا بتدوين عبارات مناهضة للتحالف العربي في عدن، وانتهاء بالرئيس عبدربه منصور هادي، فقد كان حريا بهؤلاء وعلى رأسهم الرئيس ان يبعث بتعزية عبر وكالة سبأ حتى تشعر اسرة الفقيد ان هناك من لا يزال يقدر ما قدمه والدهم خلال 40 عاماً..
رحم الله الفقيد العميد حسن أحمد البركاني، وإنا لله وإنا اليه راجعون.
#صالح_أبوعوذل