في هذا الزمن الصعب يرحل الفرسان الأباة الذين تحتاجهم ساحات العقول الواعية وميادين البصيرة النافدة.
رحل عنا اليوم الأستاذ المناضل عبد الله صالح البار المناضل الأكتوبري والقيادي البارز في تنظيم الجبهة القومية وأحد المساهمين الفاعلين في مرحلة بناء الدةلة الوطنية الجديدة في جنوب اليمن وأخيرا نائب رئيس مجلس الشورى اليمني لأكثر من عشر سنوات خلت.
كان الأستاذ عبد الله صالح البار شخصية ممتلئة بالنقاء والصدق والبشاشة والتواضع والصبر والقدرة على العطاء الجميل
هو شخصية اوكتوبرية مميزة عاصر ازهى لحظات التاريخ الوطني الحديث. . . واكب مسيرة الثورة المسلحة وكان أحد روادها، منخرطا بفعالية شبابية عالية وإرادة ثورية متينة على طريق الحرية والاستقلال الذي تحقق في الثلاثين من نوفمبر ١٩٦٧م.
كما شارك بفعالية في بناء النظام الوطني الوليد بعد الاستقلال وكان اول رئيس مجلس شعب محلي منتخب حينما جرى انتخابه رئيسا لمجلس الشعب المحلي في محافظة حضرموت في العام ١٩٧٧م.
وبرغم المنعطفات الحادة والمعتركات الملتبسة التي مر بها الوطن، والتي لم ينج منها الفقيد مثل كل كبار الثورة وعظماء الوطن ظل الفقيد محتفظا بارتباطه بالارض والإنسان ، . . بالقضية والتاريخ. . . وبالهوية والمستقبل..
كان صديقا ودودا يقابلك مبتسما وينصت إليك منتبها ومدققا في كل كلمة تنطق بها لسانك، ويحدثك متواضعا ثم يودعك متسائلا عما إذا كان لك من خدمة يمكن ان يؤديها لك.
لم تغيره المناصب ولم تنفخ فيه المسؤوليات روح الطاووس أو عقلية المتعالي المغرور. . . لم تغره الالقاب ولا افسدته المواقع الهامة التي شغلها حكومية كانت أو حزبية او برلمانية بل ظل ذلك الثائر الذي صهرته الثورة الأكتوبرية بفولاذها الصلد ونقائها الجميل وظل محتفظا بتواضعه وصدق سلوكه ونظافة يده ولسانه وضميره.
ونحن نودعه اليوم عن بعد نشعر بالألم والمرارة ليس لوفاته فالموت هو الحق المطلق الذي لا مفر منه، لكن حزنا وألما لما يعانيه المناضلون من تجاهل وإهمال متعمدين في ظل حكومتين لا الأولى التزمت بواجباتها تجاه شعبها ولا الثانية تخلت عن ادعائها التفوق وتركت سواها يقومون بما ينبغي أن تقوم به هي باعتبارها سلطة الأمر الواقع.
رحمك الله ايها الفقيد الجميل . . وتغمدك بمغفرته ورضوانه واسكنك فسيح جناته والهم اهلك وذويك (وكلنا اهلك وذووك) الصبر والسلوان.
وإنا لله وإنا إليه راجعون
________________
* من صفحة الكاتب على فيس بوك