يخلط بعض الناشطين السياسيين و الكتاب ونشطاء شبكة التواصل الاجتماعي بين الاختلافات في وجهات النظر وبين الموقف من الفساد والعبث والفشل.
الاختلاف في الآراء وفي وجهات النظر يتعلق بالموقف من قضية سياسية او فكرية ذات عدة اوجه او يمكن معالجتها بعدد من الطرق والبدائل وهذا الاختلاف يمكن تركه للحوار ويمكن للمختلفين ان يحتفظ كل منهم بخياراته وقناعاته دون ان يؤدي ذلك بالضرورة إلى المواجهة والصراع.
أما قضايا الفساد والفشل والعبث والاستهتار بحقوق الناس ومصائرهم ومتطلبات حياتهم المعيشية والتخريب الاقتصادي والاخلاقي والذي يصل إلى حد التلذذ بعذابات المواطنين وتكريس معاناتهم لتغدو سياسة يومية متعمدة فهذا لا يمكن اعتبار الموقف منه (ضده او معه) اختلافا في الرأي.
على كل مثقف او ناشط سياسي او كاتب صحفي او مستخدم لشبكة التواصل الاجتماعي ان يختار: إما ضد الفساد والفشل والعبث الذي تمارسه حكومة بن دغر وما تلحقه بالجنوب والجنوبيين من أذى يكاد يبلغ مستوى الجريمة السياسية؛ وإما ان يقفوا بالمفتوح في صف الفاسدين والمتلاعبين ولصوص المال العام وناهبي الإغاثات والمعونات ومن اوصلوا عدن إلى مستوى القرى المتخلفة في أدغال افريقيا او غابات الامازون.
حكومة بن دغر ليست مكون سياسي يحق له ان يسلك المسلك الذي يروق له بل إنها جهاز وظيفي مهمته خدمة الناس لا تعذيبهم؛ والحفاظ على المال العام لا سرقته، وتنمية الموارد لا العبث بها، وتحسين الخدمات لا تدميرها. . . لكنني لا استطيع ان افهم: كيف لمثقف ومقاوم وناشط سياسي حراكي يتحدث باسم القضية الجنوبية وجماهير الشعب الجنوبي ذي الملايين الستة . . ثم ينبري للدفاع عن حكومة لم تدع موبقة من موبقات عهد المخلوع إلا واتت بأضعافها .
يا هؤلاء !
الموقف من الفساد والعبث والفشل ليس موقفا فكريا ولا تباينا في الرأي ولا يمكن ان يمثل وجهة نظر، بل إنه قضية أخلاقية ووطنية وسياسية بامتياز. . فإما ضد الفساد والفاسدين وإما في صفهم والدفاع عنهم.
والله المستعان
_________________
* من صفحة الكاتب على فيس بوك