قبيلة العوالق مثلها كسائر القبائل العربية في الجنوب العربي تأبى الظلم وترفض الاستكانة وتشق عصا الطاعة على المستكبرين والمستعمرين .
وإذا غاب عن رجالها العلم والتنوير في الزمن الغابر فلم تغب الحكمة ورباطة الجأش وشدة البأس ولها سجل حافل تفخر به يطاول شموخ كور العوالق الذي خرجت من تضاريسه ثورة بن علي معور الربيزي في منتصف الخمسينيات وثورة قبائل باكازم وقبائل معن والمحاجر في يهدد وحماره ومشرس ضد المستعمر البريطاني .
وفي الوقت نفسه كان العوالق يدركون لعبة التوازنات ويجيدونها حتى مع أعدائهم وكان أبناؤهم يشكلون قرابة الخمسين بالمائة من قوى الجيش والأمن في الخمسينات والستينات من القرن الماضي .
وأدركوا باكرا لعبة الخداع البريطانية التي أخذت تغرس أوتادها لصالح ( الجبهة القومية ) وكان العوالق هم أول ضحايا ذلك الخداع وبدأت بريطانيا حين ذاك بتصفيتهم وإحلال العناصر الموالية لها بعد أن رفضوا الانصياع لمخططاتها .
وجاء الاستقلال في 30 نوفمبر عام 1967م في حين أصبح العوالق خارج اللعبة السياسية سواء الثوار أو من كانوا في الجيش والأمن فثاروا في يوليو عام 1968م وكان معهم قبائل ردفان والصبيحة وبيحان والواحدي كل في منطقته يطالبون بالوحدة الوطنية لكافة القوى السياسية في الجنوب .
وقوبل مشروعهم الوطني بالرفض والقمع من حكومة الجبهة القومية التي حشدت أكثر من 10 آلاف جندي وضحوا بخيرة رجالهم في معركة السوداء الشهيرة القريبة من قاعدة " عتق " ولم ينكسروا ثم اعتلوا جبال الكور وقاتلوا حكومة القومية المنفردة في السلطة لمدة عام كامل وبإمكانياتهم الذاتية البسيطة .
ثم تجددت ثورتهم عام 1971م رافضة الغطرسة الشيوعية بعد انقلاب 22 يونيو عام 1969م بقيادة ربيع الذي رفع النجمة الحمراء وسط العلم الجنوبي حتى وقع الجنوب في الفخ بعد 13 يناير 1986م وصفى الرفاق بعضهم بعضا.
وذهب الاشتراكي وحيدا إلى الوحدة تدفعه أحلامه للسلطة من جديد وللاحتماء من الدماء الجنوبية ذهب إلى الوحدة في حين انقسم العوالق بين قلة مؤيدة للوحدة وأغلبية مع الانفصال .
ولم يكن الفريق المؤيد للوحدة حبا فيها بل كرها للحزب الاشتراكي ومنذ العام 1994م وحتى 2015 والجنوب وأهله يعانون من حملات القمع و الغزو (العفاشي , الاصلاحي ..وأخيرا الحوثي ,)
ولم يخرج العوالق وحدهم لقتال جحافل الغزو الأخير بل خرج الجنوب كله يقاتلهم وضحى بخيرة رجاله وفرسانه .
واليوم وبعد هلاك علي عبدالله صالح جاء إلى شبوة ابن أخيه ليعزي في عارف الزوكا ليس مواسيا فحسب بل لحاجة في نفس يعقوب ومن ذلك استنهاض الروح القبلية لدى العوالق للأخذ بالثار و للقتال تحت راياته وهو يعلم يقينا أن ثأرنا لن يكون للزوكا فهو قد مات مع صالح في صنعاءوليس في شبوة.
.. بل سيكون للشهداء الذين سقطوا على ارض شبوة وثرى الجنوب العربي ووشحوا ثراه وجباله وشموخه عنفوانا وكبرياء وغزلوا أكاليل الغار على قمم الجنوب وسهوله وميادينه.
ونقول لطارق عفاش أن رجالنا وخيولنا العولقية وبنادقنا وخناجرنا ليست للإيجار لثاراتك وأحقادك وكراسيكم التي عصفت بها رياح الحوثي ولكن معركتنا ستبقى على ارض الجنوب نحيا ونموت فيها ونتصدى لكل طاغية يحاول غزونا من جديد !!