سؤال صعب اطرحه عليكم وانتم من قال فيكم سيد الخلق " أتاكم أهل اليمن هم ألين قلوبا وأرق أفئدة الإيمان يمان والحكمة يمانية " وقال عنهم سيدنا رسول الله : السلام على همدان .
والأصعب من ذلك أن يذل أبناء الملوك والتتابعه وان تذل همدان !!
لقد هالني ما شاهدت مطلع هذا الأسبوع بعد معركة بيحان الباسلة منظر أسير حوثي يستجوبه احد العسكريين ويسأله عن دوافعه للقتال وكانت إجابات الحوثي المغيب العقل والفكر وحدهما تعبران عن مدى الغسيل الفكري والتغييب العقلي الذي يتعرض له هذا الجيل الشاب في اليمن من دهاقنة طهران .
وكانت إجاباته مقتضبة ومحددة ويردد: سيدي حسين .. هو المهدي المنتظر!! ويصر أن ذلك المقبور لم يقتل ولم يمت وانه حي يرزق !!
فاستغربت مدى المسخ الذهني الذي تعرض له هذا الشاب وتيقنت انه و أمثاله يحتاجون لإعادة تأهيل من جديد وان مثل هذه الإشارات لها ما بعدها وليست سوا البداية!!
وعندما نستشرف المستقبل نرى ما وصلت إليه الحالة الذهنية في اليمن ويمكن إسقاط ما جرى في العراق على اليمن من خلال ما يجري من انتهاكات لا إرادية وتدمير الذاكرة العراقية عندما دخل نصف مليون إيراني عنوة دون تأشيرات ولم يتجرا احد على توقيفهم فان ذلك هو جزء من المشروع الفارسي الذي استغل المذهب الشيعي وقام بتغييب عقول شريحة كبيرة من العراقيين حتى وصل بهم الحال إلى تقبيل أرجل الإيرانيين ولحسها عند قدومهم في زيارة ما يسمونها بالعتبات المقدسة حيث قام الجيش العراقي بعمل نقاط تدليك للإيرانيين الزوار !!
وأصبح الحال مفجعا بعد أن قضت إيران على الجيش العراقي واستبدلته بقسم يحمي زوار الحسين وبقية الأماكن والقسم الآخر ينتشر في الطرقات ومن كافة الرتب العسكرية حاملين على رؤوسهم أطباق اللحم والرز ويقدمونها للزوار الإيرانيين إلى جانب الكثير من السقطات اللا أخلاقية التي أترفع عن ذكرها !!
متخذين من سلسلة المناسبات الدينية الوهمية حجة وذريعة ومنها : مأتم قتل الحسين، أربعينية الحسين ،مأتم الزهراء، مأتم العباس ،مأتم زينب ،مأتم الكاظم ،ثم الشعبانية، ثم السجاد، ومأتم الموسوي !!
وهذه تبدأ كلها بعاشوراء وقد تستمر تلك الزيارات من النجف إلى كربلاء إلى سامراء ومن قبر إلى قبر حتى ينشغل العراقيون بهذه الترهات بينما إيران تنتج الأسلحة الحربية وتحقق تقدما ملموسا بالاختراعات وصولا إلى القنبلة النووية .
وتغييب ذاكرة العراقيين عندما كسروا جحافل جيوش إيران في حرب الثماني سنوات وكانوا أقوى رابع جيش في العالم في الثمانينات وكان العراق هو أول دولة في الشرق الأوسط تقضي على الأمية تماما واليوم نجد أن السقوط الفكري والأخلاقي للشعوب أبشع واخطر من السقوط العسكري !!
ونخشى إذا تغلغل المد الفارسي في اليمن أن يصل الحال بنا إلى ما وصل إليه شريحة من العراقيين علما بان الجهل في اليمن سائد أكثر من العلم والتنوير ..نعم نخشى أن يصل بنا الحال أن يبتدع لنا الإيرانيون إذا استحوذوا على اليمن لا قدر الله خرافات ومزارات لآثار الأبناء سلالة الفرس منذ عهد الملك سيف بن ذي يزن الحميري الذي جلبهم إلى اليمن لطرد الأحباش لزيارة قبور أجدادهم الأموات والأحياء منهم الموجودين في اليمن وقد يصل بنا الحال إلى غسل وتدليك إقدامهم ويعتبرون ذلك طريقا إلى الجنة !!
واليوم مطلوب من أهل اليمن وقفة جادة لوقف هذه الحرب العبثية قبل استفحال هذا الغزو الذي سيضع رقاب أهل اليمن تحت رحمة أحفاد الفرس المجوس الذين يسعون جاهدين لإعادة مجدهم الغابر الذي محته سيوف القادسية