قرأت خلال الايام القليلة الماضية سيلا كبيرا من الرسائل والمنشورات والبيانات والبرقيات التي تناشد ابن الرئيس المخلوع (سابقا) علي عبد الله صالح بالعودة لقيادة انتفاضة شعبية ضد الحوثيين والانتقام لدم والده.
إنني أتفهم أن يبعث البعض ببرقيات عزاء ومواساة لأسرة الرئيس السابق، حتى وإن ظل بعض هذا البعض إلى ما قبل أسبوع يسميه بالسفاح والمجرم والطاغية (وهي أوصاف تليق بالرجل) لكن البعض الذين أسموه شهيدا يعلمون أنه لم يقتل مدافعا عن شهادة (ان لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله) حتى يسموه شهيداً بقدر ما قتل وهو يدافع عن أملاكه الطائله وثرواته الهائلة التي راكمها من قوت الفقراء وأدوية المرضى وحقوق المسحوقين على مدى أربعة عقود من التسلط والطغيان والسلب والفساد، كي لا نتحدث عن ثقافة الغدر ونشر الرذيلة وتفكيك المجتمع والسخرية بالقيم والفضائل وهي خصائص اقترنت بسلوك الرجل ونهجه السياسي.
الاستنجاد بولد الرئيس السابق هو عودة إلى باب الوراثة ولو عن طريق المراهنة.
الذين يراهنون على الجيل الثاني من أولاد الطغاة ما يزالون أسرى الاعتقاد أن الأبناء يرثون من آبائهم تلك الهالة المزعومة من الذكاء الخارق والدهاء الاستثنائي والحنكة الفائقة وينسون أن من كانوا يدعون تلك المميزات قد سقطوا في فخ تلك الادعاءات وها هو من قيل انه "فارس العرب" و"ابن اليمن البار" قد أصابه ما أصاب من شرور هذه الدنيا الماكرة بكل من يتعالى عليها.
أيها السادة!
لا تعتقدوا أن الصبية الذين لا يتميزون بشيء عمن سواهم إلا بأنهم أبناء مدللين للطغاة قادرين على أن ينقذوكم ممن عجز الطغاة أنفسهم عن هزيمتهم رغم خبرة نصف قرن من المكر والغدر والخداع والتضليل.
ولكن أكثر الناس لا يعلمون .